سبب التوتر العصبي عند سماع الأصوات
2010-10-11 13:14:45 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من توتر عصبي من سماع أي أصوات، وآلام في الرأس، وإذا زادت هذه الأعراض زادت ضربات القلب، وأصبحت لا أطيق التحمل، فألجأ إلى العزلة والابتعاد عن الناس.
علماً بأني لا أعاني من أي مشاكل، أو أفكار في أي مواضيع قد تكون سبباً في حالة التوتر العصبي المستمر الذي يلازمني، وهذه الأعراض مستمرة عندي من أكثر من عام، ذهبت لأطباء باطنية ومخ، وأعصاب وأنف وأذن، وعملت أشعة على الجيوب الأنفية والمخ وتحاليل دم كامل، وغدة درقية، ورسم قلب، وكلها سليمة، ولكن لدي احتكاك بسيط في فقرات الرقبة.
فأرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عدم القدرة على تحمل الضوضاء والأصوات العالية هو أحد السمات التي تحدث للأشخاص الذين يعانون من القلق النفسي، ومن الواضح أنك تعاني من توتر وقلق، وهذا التوتر والقلق يجعلك سريع الانفعال.
فابحث عن ظروفك البيئية والاجتماعية إذا كانت هناك أي مسببات، فحاول أن تتعامل معها بشيء من الحكمة وتتواءم مع محيطك وبيئتك، فهذا سوف يساعدك كثيراً.
أنصحك أيضاً بأن تعبر عما في داخل نفسك؛ لأن الإنسان حين يتغاضى عن بعض الأمور حتى وإن كانت بسيطة، ويحاول أن يتحملها ويصبر عليها بالرغم من أن ذلك حقيقة من حُسن الخلق، وهو نوع من كظم الغيظ، ولكن بعض الناس قد يؤدي ذلك وتكوّن انفعالات نفسية داخلية سلبية تؤدي إلى سرعة التوتر.
التعبير عن الذات أو ما نسميه بالتفريغ النفسي يعتبر آلية طيبة، كل ما لا ترضاه لا تسكت عليه، عبر عن نفسك في حدود الذوق والأدب، فهذا يُشعرك بالارتياح ويجعلك تكون راضياً عن نفسك وفي نفس الوقت يزيل هذا القلق وهذا التوتر.
في مثل عمرك أيضاً سرعة الانفعال والتوتر ربما تكون مؤشراً لبدايات درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، أرجو أن لا تنزعج لذلك لأن هذا أيضاً ليس بصعب العلاج فسوف نصف لك أحد الأدوية التي تزيل التوتر والقلق وإن شاء الله تؤدي إلى تحسن المزاج مما يجعلك في وضع استرخائي أفضل.
ممارسة الرياضة تعتبر مهمة وضرورة لاستهلاك وحرق كل الطاقات النفسية السالبة، خاصة طاقات القلق والتوتر والعصبية. فيجب أن تمارس الرياضة، وأقل متطلبات الرياضة المفيدة هي أن تمارسها لمدة أربعين دقيقة إلى ساعة يومياً أو في أبسط الظروف تكون ثلاث مرات في الأسبوع.
توجد أيضاً تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هي ذات فائدة كبيرة، يمكنك أن تمارس هذه التمارين: هنالك تمارين الاسترخاء التدريجي عن طريق أخذ شهيق وزفير بصورة قوية وبطيئة، وكذلك تمارين قبض العضلات ثم استرخاؤها وإطلاقها.
فأرجو أن تتحصل على كتيب أو شريط أو (CD) من أحد المكتبات الكبيرة في مصر وتطبق هذه التمارين أو إذا كنت تعرف أحد الأخصائيين النفسانيين – وليس طبيباً نفسياً – فيمكنك التواصل معه ليقوم بتدريبك على كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وتوجد أيضاً بعض المواقع (الإنترنت) التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
أود أن أصف لك علاجاً دوائياً بسيطاً، إن شاء الله يفيدك في القضاء على هذا التوتر والانفعالات السلبية، من أبسط وأفضل وأسلم الأدوية غير المكلفة مادياً والمتوفرة في مصر عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: الإنسان حين تأتيه المؤشرات الأولى للانفعال والغضب والتوتر يجب دائماً أن يتذكر ما ورد في السنة المطهرة ويحاول أن يطبقه، فعليك بالاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حال الغضب، وعليك أن تغير مكانك وتغير وضعك، فإذا كنت جالساً فقف، وإذا كنت واقفاً فاجلس، وانفث على شقك الأيسر ثلاثاً، وحبذا لو توضأت وصليت ركعتين، هذا فيه نفع كبير، وقد جربه الكثير من الإخوة وأفادونا أن هذا العلاج النبوي للغضب كان مفيداً لهم لدرجة لم يتصوروها، فاجعل لك نصيباً من ذلك.
أنا سعيد أن أسمع أن كل فحوصاتك جيدة وسليمة، وهذا هو المتوقع بفضل الله؛ لأن الحالة في المقام الأول هي حالة نفسية بسيطة ولا علاقة لها بالأمراض العضوية.
وبالله التوفيق والسداد.