شاب أتم دراسته الثانوية يحب ابنة عمته على الرغم من صغر سنها
2010-08-17 11:42:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب ملتزم في ديني وأحب الدين كثيراً، وسوف أتوجه للتعليم الجامعي، فأنا أعجبت بابنة عمتي جداً، وأحببتها كثيراً، فأخلاقها رائعة، والتزامها جيد، ومع هذا كله هي ذات جمال رائع، وهي تصغرني بثلاث سنوات.
أنا لا أعرف ماذا أفعل! فأنا أريد الزواج منها، والتقدم لخطبتها، ولكنها ما زالت صغيرة، وما زالت في المدرسة، وأنا متوجه للتعليم أيضاً، فهل أخبر عمتي؟ وأبدأ بالتكلم مع الفتاة حتى تنهي دراستها، وبعدها نخطب ونتجوز؟
بصراحة أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ فأريد نصيحتكم ورأيكم وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب بين آبائك وإخوانك، ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق والنجاح في دراستك، وأن ييسر لك أمورك، ونشكر لك اهتمامك بدينك والتزامك به، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك هدى وتقى وسدادا وتوفيقا.
نصيحتنا لك أيها الولد الحبيب أن لا تعلق قلبك بهذه الفتاة لأمرين:
الأمر الأول: أنك لا تدري ما هو المقدر، وما الذي كتبه الله عز وجل في الأزل، هل يمكن أن تكون زوجة لك أم لا، فعلم ذلك عند الله تعالى.
الأمر الثاني: أن توقن يقيناً بأن اختيار الله تعالى وتقديره لك خير من اختيارك لنفسك، فقد تتمنى أنت شيئاً ويقدر الله تعالى خلاف ذلك، لما يعلمه سبحانه وتعالى، من الخير لك، فقد قال تعالى: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216]، فدع الأمر لله تعالى يختار لك ما هو خير لك.
فلا تعلق قلبك بهذه الفتاة من الآن لهذين السببين، بالإضافة إلى أنه لا يخفى عليك ما في تعلق القلب بهذه الفتاة في سنك، هذا مع إقبالك على الدراسة وإتمام تعليمك، فلا يخفى عليك ما في التعلق بهذه الفتاة من أثر على قلبك، وعلى فكرك، فإنه سيعطل منافع كثيرة أنت مقبل عليها، وسيحرمك من الحصول على مصالح كثيرة ستحصل عليها لو فرغت قلبك وفكرك لها.
بهذا كله نحن ننصحك ابتداء بأن تحاول طرد هذا التعلق عن قلبك، بالتفكر في المصالح التي تفوتك بذلك الفكر، ومحاولة استحضار هذا المعنى العظيم، وهو أنه قد تكون هذه الفتاة زوجة لك، وقد لا تكون، فهذا أمر غيبي، ومن ثم لا يجدي التعلق بها، بل وليس هذا من شأن العقلاء.
أما هل الأفضل أن تخبر أهل هذه الفتاة برغبتك في الزواج بهذه الفتاة بعد التخرج من الجامعة أم لا، فهذا أمر نرى نحن أن تستشير فيه العقلاء من أقربائك، وأول من تستشيرهم الوالدان، فينبغي أن تستشير الوالدين في إخبار أهل الفتاة برغبتك، ونحن لا نرى مانعا من أن توصل إليهم هذه الرغبة، فهذا لا يضر، كما أنه قد ينفع، لكن نؤكد ثانية على ضرورة أن تفرغ قلبك من التعلق بها، قبل أن تصاب بعشقها ويعسر بعد ذلك عليك مداواة القلب، فإن العشق من أعظم أمراض القلوب فسادا لهذه القلوب ولأحوالها.
نحن نخاف عليك من أن تقع في هذا الداء العظيم، ومن ثم ننصحك بأن تدفع عن نفسك هذا التعلق، وتشغل قلبك بالتعلق بما ينفعك في دينك ودنياك، وداء العشق والحب لا يتمكن كما يقول العلماء والمربون إلا في القلوب الفارغة، ولهذا يقولون العشق حركة قلب فارغ، فالقلب إذا شغل والنفس إذا شغلت، فإنه لا يبقى بعد ذلك لغير المشغول به محل.
وكما قال الحكماء: (النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل) فهي كرحى تدور لتطحن ما يلقى فيها، فأنت احرص على توجيه همتك ورغبتك وحبك لما ينفعك في دينك ودنياك لهذه المرحلة، فإذا أكملت دراستك وتهيأت للزواج فهناك ستجد من تعجب بها، سواء كانت هذه الفتاة أم غيرها، فإن اختيار الله كما قدمنا خير لك من اختيارك لنفسك.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفتح أمامك أبواب الخير، وأن ييسر لك الأمور، وأن يجعل التوفيق حظك وحليفك.