عوامل الإصابة بالشفة الأرنبية وأثرها الوراثي
2010-08-05 12:42:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب فيه كل المواصفات التي أتمناها، إلا أن هناك مشكلة تؤرقني، وهي أن هذا الشاب كان مصاباً بالشفة الأرنبية، وقد قام بعلاجها، وسؤالي لا يتعلق بالشاب نفسه؛ لأنها لم تؤثر عليه بشيء، إلا أن ما يخيفني الآن هو إنجاب طفل مصاب بهذا العيب الخلقي، وأنا ليست لدي أي خلفية عن هذا المرض وأسبابه، وهذا ما جعلني أستشيركم، فهل ترون أن هناك نسبة كبيرة لإنجاب طفل مصاب بهذا المرض من وجهة نظر طبية؟
أتمنى إفادتي بأسرع وقت؛ لأني محتارة جداً في المضي قدماً بهذا الزواج، فالخوف من التحسر على أبنائي غدا يؤرقني جداً.
أحب أن أوضح لكم أن أهل الخاطب لم يذكروا لنا موضوع الشفة الأرنبية أبداً، إنما علمنا بعد السؤال عنه؛ لأنه ليس قريباً لي، شاكرة لكم تعاونكم مقدماً، جعله الله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الإصابة بالشفة الأرنبية في معظم الحالات لا يكون لها سبب محدد يمكن الوصول إليه، ولكن هناك عدة أسباب وعوامل قد يكون لها علاقة بهذا الأمر، وهو ما سأحاول توضيحه، فالإصابة بهذا المرض تكون نتيجة تداخل بين عوامل وراثية وعوامل بيئية مختلفة، مثل الاستعداد الوراثي للإصابة، وتزيد هذه النسبة في حال إصابة أحد الآباء بهذا الأمر، ولكن ليس حتماً أن يصاب الأطفال بهذا المرض إذا كان الأب قد أصيب به، ولكن فقط الاحتمالات تزيد عن الوضع العادي، وكذلك يكون هناك أسباب أخرى هامة تتعلق بالأم أثناء الحمل، وهي:
- تناول الحامل لبعض الأدوية، خاصة في الشهور الأولى من الحمل، وأشهر هذه الأدوية، أدوية حب الشباب: (Isotretinion وMethotrexate)، وأدوية الصرع والأعصاب والصدفية.
- إصابة الأم الحامل ببعض الفيروسات أثناء الحمل.
لذا فالأمر يتعلق بعدة عوامل، ولا يمكن التنبؤ بدقة عن نسب حدوث هذا المرض في الأولاد، ولكن الواضح أنه لا يمكن منع حدوث المرض، ولا يمكن الوقاية منه، ولكن - بفضل الله - العلاج متاح، ويأتي بنتائج جيدة.
نحن نوصيك بصلاة الاستخارة، وطالما رأيت أن هذا الشاب متدين، وحسن الخلق، ومناسب من كل الأوجه، وهناك ارتياح بعد صلاة الاستخارة؛ فيكون المضي في الزواج هو الأنسب، خاصة أن مسألة إصابة الأولاد بهذا المرض لا يمكن حسابها، فقط عليك تجنب تناول أي أدوية خلال الحمل، وتجنب الإصابة بالفيروسات، فيكون هذا -بإذن الله وفضله- مانعاً لحدوث المرض.
والله الموفق.