رغبة الفتاة في الحجاب والخوف من موقف الأهل المعارض لذلك
2010-07-03 20:57:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 15 سنة، أريد أن أرتدي الخمار لأنه الحجاب الشرعي، فأنا متحجبة، ولكن الحجاب الذي هو سائر بين الفتيات حالياً.
زميلاتي يقولون لي: إن الحجاب بالتدريج (يعني بعد أن نلبس الحجاب والذي هو بنطلون جينز... إلخ) بعده ممكن نزيد من الاحتشام ونلبس الفضفاض، ونتدرج حتى نصل إلى الخمار، إلا أني متأكدة أن أهلي سيرفضون ويقولون لي أني أضيع شبابي وطفولتي، ولكنني حقاً لست قادرة على نزع هذه الفكرة من رأسي، وأشعر بالخوف، فإذا قلت لهم سيصدونني ويقولون: ما هذا الهراء؟!
أعينوني أعانكم الله!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سماء قلبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك - أيتها البنت العزيزة - بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحاً، ونحن نشكر لك حرصك على التزام فرائض الله تعالى عليك، ومن أهمها الحجاب، وارتداء الخمار، فإن الله تعالى فرض على النساء المؤمنات ارتداء الحجاب، فقال: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ))[الأحزاب:59]، وقد كان نساء الصحابة وأمهات المؤمنين أول من بادر إلى الالتزام بهذه الفرائض القرآنية، فكانت النساء تخرج وكأنهنَّ الغرابيب السود، يعني (الغربان السود)، لا يُرى من المرأة شيء، وكانت عائشة – رضي الله عنها – تصف حال النساء وهنَّ في الحج، مع أن المرأة إذا كانت في الحج مأمورة بكشف وجهها، لكن تقول عائشة رضي الله عنها: (كنا إذا حاذانا الرجال سدلت إحدانا من رأسها على وجهها) فهذا يدل على أن المرأة مأمورة بتغطية وجهها.
ومن بلغت خمسة عشر عاماً فهي مكلفة تجري عليها أحكام التكليف، فيجب عليها الأمر الواجب وتعاقب على معصية ارتكبتها.
ومن الأخطاء الشائعة في المجتمعات: عد الفتاة بنتاً صغيرة أو طفلة مع أنها قد بلغت، فهذه من الأخطاء في المجتمع لا يجوز لنا الخضوع لها والتحاكم إليها، فالإنسان إذا بلغ يجب عليه طاعة الله، وعلامات البلوغ في المرأة كثيرة، كالحيض، وبلوغ خمس عشرة سنة؛ لذلك فأنت بالغة مكلفة يجب عليك أن تطيعي الله تعالى، ولا يجوز لك معصية الله في طاعة غيره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
ومن فضل الله تعالى عليك أيتها البنت العزيزة أن رزقك هذه الرغبة في ارتداء الخمار والتزام الحجاب، وهذا من فضل الله، فبادري وسارعي إلى ذلك.
وأما ما تذكره زميلاتك من كون ارتداء الحجاب بالتدريج فهذا غير صحيح بالمرة، فإن الحجاب فريضة من فرائض الله تعالى على المرأة، يجب عليها أن تستر مفاتنها عن الرجال الأجانب، ولا يجوز لها أن تلبس الضيق من الثياب، أو اللباس الذي فيه فتنة للرجال، ما دامت تقدر على ارتداء الحجاب.
وأما الوالدان فربما يعارضان في البداية إذا كنت تحسين ذلك منهما، ولكن بُحسن تصرفك - إن شاء الله تعالى - ستزول هذه العقبة، ونوصيك باتباع الخطوات التالية في إقناع الوالدين، أول هذه الخطوات:
1) أن تصارحي والديك برغبتك في التزام الحجاب، وأن هذا فرض من فرائض الله تعالى على المرأة، وأن من بلغت فهي امرأة سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة، وأن في التزام ما أمر الله تعالى به السعادة في الدنيا والآخرة.
2) وضحي الصورة للوالدين، وأن ارتداء المرأة للحجاب ليس قتلاً لطفولتها، بل فيه سعادتها، وفيه حفظها وصيانتها من الوقوع في المعاصي أو الرذائل، وفي ارتدائها للحجاب أيضاً إظهار لعفتها عند الناس، فربما كان الحجاب سبباً لخيرات كثيرة يجعلها الله عز وجل ثمرة ومكافأة لها بالتزامها فرائض الله تعالى؛ فإن الناس يرغبون في المرأة العفيفة الطاهرة المبتعدة عن التبذل والتبرج.
3) أخبري والديك برغبتك في هذا، وأنك لا تجدين فيه ضيقاً ولا حرجاً، بل تجدين فيه السعادة والفرح.
إذا فعلت هذه الخطوات فإنا نأمل إن شاء الله تعالى أن لا تجدي مخالفة من الوالدين في التزام الحجاب، وعلى فرض إصرارهم على منعك فإنه لا يجوز لك الطاعة لهم وترك الحجاب، فإن طاعة الله تعالى مقدمة على كل أحد، لكن مع هذا نحن ننصحك بأن يظهر آثار التزامك وتدينك في معاملتك لوالديك، فإن الإسلام يأمر بالإحسان إلى الوالدين والمبالغة في برهما، فإذا رأى منك الوالدان المبالغة والاجتهاد في الإحسان إليهما، وطاعتهما، وحسن معاشرتهما، فإن هذا سيكون سبباً في لينهما معك، وحبهما لك، وعدم ممانعتك فيما تريدين.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير، وأن يعينك على الطاعة، وأن يكتب لك السعادة العاجلة والآجلة.