تكرار عملية أطفال الأنابيب
2010-06-06 13:52:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ 7 سنوات، ولم يكن لدي مانع للحمل، ولكن زوجي كان لديه ضعف بالحيوانات المنوية، وحاولنا العلاج كثيراً ولكن بلا جدوى، بالإضافة إلى أنه يعاني من السكر، وأنا خلال فترة زواجي عرضت على عدة دكاترة، ومنذ سنة عملت عملية تنظير بطن، وظهر وجود التصاقات.
ومنذ شهر عملت طفل أنابيب، واكتشفت أن عندي المبيض الأيسر لا يعمل، ولا أعرف السبب، وأن تحليل( Fsh = 8 ) ولم ينضج عندي إلا أربع بويضات، وتم تلقيح بويضة واحدة فقط، ولم تنجح العملية بعد إرجاع بويضة واحدة ملقحة فقط، فهل السبب وضع زوجي أنه لم يتم تلقيح إلا بويضة واحدة فقط؟ وما سبب أن المبيض الأيسر لا يعمل؟ مع أن طبيبي أخبرني بأن وضعه كان ممتازاً، وهل من الممكن أن أصبح عقيماً وأنا بهذا العمر؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عدم حدوث استجابة من أول محاولة لأطفال الأنابيب هو أمر متوقع يا عزيزتي، وهو الغالب عادة، ولكن الأمر الهام الذي أود أن تعرفيه هو أن نسبة نجاح هذه العملية هي نسبة تراكمية، بمعنى أن النسبة تزداد في كل مرة تكرر فيها المحاولة، إن كانت تتم بمركز ذو إمكانيات وخبرة جيدة، وحتى في الأحوال الطبيعية وعند الزوجين الطبيعيين والشابين وليس لديها مشكلة، فإن الحمل لا يحدث من أول شهر، بل إن نسبة حدوث الحمل في كل شهر لا تتجاوز 20% ولكنها تزداد شهرا بعد شهر، وهذا لحكمة من الله عز وجل، لا نعلمها إلى الآن.
لذلك فأول نصيحة أقولها لك هي ألا تيأسي أبداً، وأن تعملي على تكرار المحاولة، إن كانت الإمكانيات المادية لديكما تسمح بذلك، حتى لو فشلت ثانية، لا قدر الله.
إن هرمون الـ Fsh يجب أن يعاير في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة، وطالما أنه أقل من 15 فهذا يبقى ضمن الحدود الجيدة، وبالنسبة لك فإن رقم 8 لا يعني بأن الرقم مرتفع، أو أن هنالك فشل في المبايض، بل يجب أن يكون أكثر من 25 لنقول بأن هنالك فشل أو قصور مبكر.
كونك قد حدثت لديك استجابة وتم تطور أربع بويضات ناضجة، فهذا أمر جيد، وهذا بحد ذاته أكبر دليل على أنك لست عقيما، لكن كونه لم يحدث إلا إلقاح لبويضة واحدة فقط، فهذا يحدث كثيراً، ولا يعني بالضرورة أنه سيتكرر، وليس معناه أن العيب في البويضات، فهنالك أسباب كثيرة لعدم حدوث الإلقاح، والمهم أن يتم ضبط جرعات الإبر والأدوية المنشطة بما يناسب استجابة المبيضين لديك في المحاولة الثانية.
وهنالك عدة طرق أو بروتوكولات للعلاج، والطبيب المتابع لن يعرف ما سيناسبك دون أن يجرب، فكل سيدة يتجاوب جسمها مع طريقة ومع جرعات تختلف عن الأخرى، كما أن الجرعة والطريقة تختلف عند نفس السيدة من محاولة إلى محاولة، ولا يمكن القول بأن المبيض الآخر لا يعمل فقط لأنه لم يخرج بويضات في هذه المحاولة، فقد يكون طور بويضات هذه المرة، ولكنها لم تكبر بالشكل الكافي، أو قد تكون خرجت بوقت مبكر، وقد يستجيب بشكل أفضل في المحاولة القادمة إن شاء الله.
الحالة عندكما تتطلب الصبر وعدم اليأس، فوجود ضعف في السائل المنوي عند زوجك ووجود التصاقات حوضية عندك، الحل فيه هو اللجوء إلى أطفال الأنابيب، ولكنها عملية مكلفة ومتعبة، وبالتأكيد تتطلب الصبر والإرادة، والأهم من ذلك الإيمان بأن الأمر كله بيد الله عز وجل، وبأن الأدوية والأطباء ما هم إلا وسائل فقط سخرت بمشيئته جل وعلا.
فعليك بالتقرب إلى الله والتضرع إليه، وتحري أوقات الإجابة، وبنفس الوقت عليك باليقين التام بأن الذرية هي رزق من عند الله عز وجل، كباقي الأرزاق وستنالينه إن كتب لك، عاجلاً أم آجلا، وما عليك سوى الأخذ بالأسباب، كما تفعلين الآن، ونسأل الله عز وجل أن يرزقك ما فيه الخير في دينك ودنياك، إنه على كل شيء قدير.