ارتفاع كهرباء المخ، وأثر الوراثة في ذلك؟
2010-01-10 12:37:59 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوجة من ابن خالتي، وتعاني أمي من ارتفاع كهرباء المخ من عدة سنوات وليست من الطفولة، وكانت خالتي أم زوجي سليمة إلى أن أصيبت أيضاً بارتفاع مفاجئ في كهرباء المخ منذ عدة أيام.
السؤال: هل يعني ما حدث بالضرورة وجود وراثة أم أنه حادث عرضي؟
مع العلم عدم وجود تاريخ مرضي سابق بالجد أو الجدة, وهل يعني ما حدث أن يصاب بالضرورة أولادي بهذه الإصابة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي يُقصد بارتفاع كهرباء المخ هو وجود بؤرة صرعية تؤدي إلى نشاط صرعي واضح وظاهر، أو قد يكون هذا النشاط خفيا ولا يظهر إلا من خلال تخطيط الدماغ فقط.
العلاقة بين الوراثة والصرع هي علاقة معقّدة بعض الشيء، وحتى نبسط الأمور نقول لك: أن الأمراض الوراثية تنقسم إلى عدة أقسام:
1) هنالك أمراض إذا أُصيب أحد الأبوين مثلاً أو كان حاملاً للجين الوراثي للمرض فسوف تصاب نسبة معينة من الذرية بهذا المرض، وهذا يسمى بالجين الوراثي المباشر، والذي يتبع قوانين تسمى بقوانين مندليلا للوراثة.
2) يوجد نوع آخر من التأثير الوراثي، وهو مجرد الاستعداد للحالة المرضية إذا كانت الحالة موجودة في الأسرة، ومن ثم تهيأت الظروف الأسرة التي تساعد على ظهور المرض، وهذا يسمى بالجينات العامة، وأفضل مثال للأمراض التي تنقل بواسطة هذه الجينات العامة -أي أن الذي يورث هو الاستعداد للمرض وليس المرض نفسه- أحسن مثال له هو مرض السكر ومرض ارتفاع ضغط الدم.
والصرع يأتي تحت هذا السياق، أي أنه لا توجد وراثة مباشرة، ولكن إذا وُجد مرض الصرع في أسرة ما فهنالك احتمال وراثي ضعيف، وأركز على كلمة (ضعيف)، أي يحدث لأعضاء آخرين في الأسرة نفس المرض، وهذا دليله أن الذي يورّث هو الاستعداد فقط وليس المرض نفسه، بمعنى أنه إذا تهيأت ظروف الأسرة ربما يحدث المرض لبعض أفراد الأسرة وليس جميعهم، وظروف الأسرة نعني بها إصابات رأس مثلاً، ارتفاع درجة الحرارة بصورة متكررة لدى الطفل قبل عمر السنتين، هذه هي العوامل التي تعتبر من العوامل المهيأة التي قد تؤدي إلى مرض الصرع خاصة الأشخاص الذين لديهم الاستعداد الوراثي لذلك.
إذن: أرجو أن لا تنزعجي، أنا أقول لك بكل أمانة علمية: إن احتمال حدوث مرض الصرع موجود بالنسبة لأسرتك أو بالنسبة لأولادك، ولكنه احتمال ضعيف وضعيف وضعيف جدّاً، والذي يورث هو الاستعداد للمرض وليس المرض نفسه، مثل ما نعرف في حالات الوراثة التي تتبع قوانين ماندليلا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والحفظ، وأرجو أن لا تنشغلي ولا تهتمي لهذا الموضوع أبداً، فالاحتمال الأكبر هو أنه لن يحدث لأبنائك أي شيء -بإذن الله تعالى- وأرجو أن لا تصابي بأي نوع من القلق أو الوساوس، توكلي على الله، وسلي الله أن يحفظك وأن يحفظ ذريتك وأن يقيكم من كل شر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.