الآلام في الجانب الأيمن المصحوبة بالشعور بتسارع النبض في جميع أجزاء الجسم وعلاقة ذلك بالقلق النفسي
2010-01-10 12:56:04 | إسلام ويب
السؤال:
منذ سنتين شعرت بألم في جنبي الأيمن خاصة بالليل وبعد ذهابي لعدد من الأطباء وإجراء الصور السينية والملونة تبين أنها تشنجات في القولون نتيجة التعب والغضب.
وقبل سنة تقريباً وفجأة أصبحت أشعر بنبض في كل جسمي؛ في رأسي وأطرافي وظهري وبطني ورقبتي ودوخة خفيفة وألم في المعدة ذهبت إلى أكثر من خمسة أطباء باطنية، وأجريت تحاليل للغدة الدرقية وقوة الدم وصورة طبقية للدماغ والنتائج جميعها سليمة وأصبحت أشعر برجة في يدي وسرعة في نبضات قلبي أسمعها في أذني، وبعد ذلك نصحني الأطباء بزيارة طبيب نفسي، فهل أنا بحاجة لذلك؟ وما هو مرضي؟
للعلم ذهبت لشيوخ القرآن الكريم وقرئ علي، وما زالت حالتي كما هي!
الألم في جنبي الأيمن موجود والنبض السريع موجود في كل جسمي والآن لا آخذ أدوية لأنني تناولت منها الكثير في السنتين الماضيتين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميسر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الأطباء الذين نصحوك بزيارة الطبيب النفسي قد أحسنوا وقد زودوك بالنصيحة الصحيحة، وهذا لا يعني أبداً أنك مريضة نفسية، ولكن هذه الظاهرة وهذه الأعراض التي وصفتها تأتي في صميم تخصص الطب النفسي.
ما يسمى بالقولون العصبي هو في الأصل يُشخص تحت ما يسمى بالأمراض (النفسوجسدية)، ونعني بهذا أن السبب في المقام الأول هو سبب نفسي يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية.
ومن أهم ما يثير القولون هو القلق والتوتر، وهذا القلق والتوتر ليس من الضروري أن يكون ظاهراً، إنما يمكن أن يكون مقنعاً، وكلمة القولون العصبي - أو العصابي – تعني وجود قلق.
إذن السبب الرئيسي لكل أعراضك هو وجود القلق النفسي.
ظاهرة استشعار النبض في جميع أجزاء الجسم هي دليل آخر على وجود هذا القلق النفسي.
تعرفين أن القلب يقوم بضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، والدم بعد أن يُضخ من القلب يخرج من البطين الأيسر وعن طريق الشريان الأورطي يوزع على الشرايين الأخرى في الجسم.
وهذه الشرايين قطعاً فيها شرايين سطحية يسهل على الإنسان استشعارها أو حتى رؤياها وهي تنبض، ونلاحظ ذلك كثيراً مثلاً في شرايين الرقبة.
فالشخص القلق يعرف عنه أنه يستشعر وبصورة شديدة جدّاً هذا النبض الذي هو عملية فسيولوجية طبيعية تدل على وجود الصحة وتدل أن الدورة الدموية تنطلق وتسير بصورة طبيعية وجيدة.
إذن شعورك واستشعارك لنبضات القلب وتدفق الدم في الشرايين الطرفية هو ناتج من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.
العلاج أيتها الفاضلة الكريمة هو: أن تتفهمي طبيعة ما تعانين منه، ولذا كنتُ حريصاً أن أشرح لك بقدر المستطاع طبيعة هذه الحالة، والمآل التشخيصي، وهو كما ذكرت لك: حالة نفسوجسدية تأتي تحت حالات القلق النفسي، وهي ظاهرة نفسية أكثر من أنها مرض نفسي.
الحمد لله تعالى لا توجد لديك أعراض اكتئابية حقيقية، ونحن دائماً بالنسبة للنساء في مثل عمرك نحاول أن نتفحص وجود أي مؤشرات للاكتئاب النفسي، ولكن ليس هنالك ما يدل على أنك تعانين من اكتئاب كما ذكرت لك.
إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي سوف يكون هذا هو القرار السليم والصحيح، والحمد لله تعالى الأردن به أطباء كُثر، والطبيب سوف يقوم بإعطائك بعض الأدوية، وأكثر الأدوية التي تُعطى في مثل هذه الحالات هي الأدوية المضادة للقلق والمضادة للاكتئاب، حتى وإن لم يكن هنالك اكتئاباً؛ لأن الأدوية المضادة للقلق بجرعات صغيرة هي في المقام الأول أدوية مضادة للقلق أصلاً.
وبالطبع هنالك نصائح وآليات علاجية أخرى، يمكنني الآن أن أسردها لك وأن أصف لك أيضاً بعض الأدوية التي أراها مفيدة.
بالطبع في حالة عدم تمكنك من زيارة الطبيب، سوف تكون هذه الإرشادات مفيدة لك وكذلك الأدوية إن شاء الله.
أولاً: أنصحك بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة مثل رياضة المشي، ففيها إن شاء الله خير كثير لك.
ثانياً: عليك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وتتجنبي التشاؤم والفكر السلبي بقدر المستطاع، وأن تضعي صورة إيجابية عن نفسك.
ثالثاً: عليك بما نسيمه التفريغ النفسي، وهذا نعني به أن الإنسان من الضروري أن يعبر عن نفسه أولاً بأول خاصة حيال الأشياء التي لا تُرضيه أو تسبب له نوعاً من القلق والغضب؛ لأن الكتمان والاحتقان النفسي يؤدي إلى نتائج سلبية تظهر في شكل آلام في القولون، والبعض قد يأتيه في شكل صداع أو ألم في الجزء الأسفل من الظهر، أو آلام عضلية عامة وعدم ارتياح داخلي في النفس.
هذه التوجيهات في رأيي مهمة وضرورية جدّاً، وبتطبيقها إن شاء الله سوف تجدي خيراً كثيراً جدّاً.
وهنالك أيضاً تمرين سلوكي آخر نسميه بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين ذات قيمة علاجية كبيرة جدّاً.
فأرجو أن تتحصلي على شريط أو كتيب يوضح كيفية القيام بهذه التمارين، وباتباعها وتطبيقها سوف تنقلي نفسك إن شاء الله من حالة توتر إلى حالة استرخاء، وهذا يفيد كثيراً جدّاً في زوال هذه الأعراض.
نصيحة أخرى مهمة جدّاً وهي: أرجوك لا تتنقلي كثيراً بين الأطباء؛ لأن التنقل بين الأطباء في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى نوع من التوهم أو ما نسميه بالمراء المرضي؛ لأن كل طبيب قد يُعطي تفسيراً مختلفاً عن الآخر، وما دام لا توجد أي مؤشرات تدل على وجود مرض عضوي، ولكن في نفس الشكوى تكون ذات طابع عضوي، فهذا قطعاً يؤدي إلى مزيد من الهم بالنسبة للمريض.
الحمد لله تعالى أنت مستبصرة ولك شك أن التوكل وقراءة القرآن والذكر والصلاة في وقتها والدعاء هي معينات عظيمة للإنسان في دينه ودنياه.
بالنسبة للعلاج الدوائي، هنالك دواء يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit)، وهو موجود في الأردن، هذا يمكنك أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح.
أما العلاج الرئيسي والأساسي فهو عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجارياً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، فيمكنك أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراماً) ليلاً – ويفضل تناوله بعد الأكل – .
استمري على هذه الجرعة لمدة عام، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة لتكون حبة واحدة كل يومين لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول هذا الدواء.
أما الديناكسيت فعليك تناوله لمدة أربعة أشهر بمعدل حبة واحدة في الصباح كما ذكرت لك، ثم يمكنك التوقف عنه.
ويوجد أيضاً علاج ثالث كعلاج إضافي وليس أساسياً، يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، هذا الدواء يخفض كثيراً من الشعور بضربات القلب، وجرعته هي عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.
هذه الأدوية بفضل الله تعالى أدوية سليمة وفعالة وغير إدمانية وغير تعودية، وتوجد أدوية أخرى كثيرة بالطبع.
بالنسبة لأنواع الطعام التي يجب تناولها، فحاولي أن تتخيري الطعام الذي لا يسبب لك أي مضايقة أو سوء هضم، كالأطعمة التي تحتوي على الألياف يقال إنها أفضل.
كما أن شراب النعناع المركز وكذلك تناول البقدونس يفيد في مثل حالتك.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك كثيراً على التواصل مع استشارات إسلام ويب.