عرض الفتاة نفسها على من ترى فيه الخير والصلاح
2010-03-02 09:43:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عمري عشرون عاماً، مسلمة وأعيش في الغرب، من عائلة ملتزمة ولله الحمد، سمعت من صديقاتي عن شاب خلوق وملتزم وحافظ للقرآن، ويحمل شهادة جامعية، وعلمت منهم أنه يبحث عن عروس، فقررت أن أطلب من إحدى الأخوات أن ترشحني له، فهل هناك عيب في ذلك؟ فأنا أشعر بالخجل من نفسي، بالرغم أني أعلم أنه ليس بحرام أن أرشح نفسي لشخص صاحب خلق ودين، وأبي لا يعلم بالأمر، فهل علي إثم إن لم أخبره؟ وهل ما فعلت كان صواباً؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجعة إلى ربي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن خديجة رضي الله عنها عرضت على صديقتها رغبتها في الارتباط بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقامت صديقتها بعرضها عليه فقبل بها وفرح بها رضي الله عنها، وجميل في الفتاة إعجابها بدين الرجل وأخلاقه، وهكذا قالت بنت شيخ مدين: ((يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ))[القصص:26]، وهذه إشادة جميلة من الفتاة لأنه كان إعجاباً بصدقه وليس بشكله أو هندامه، وإذا كنت تعرفين أخواته أو محارمه وأثنيت عليه خيراً عندهن ففي ذلك أيضاً الخير الكثير.
ويؤسفنا أن كثيراً من الناس يخجلن من أشياء فعلها من هم خير منا، فقد عرض عمر ابنته حفصة على الصديق وعلى عثمان بن عفان، ثم فازت حفصة رضي الله عنها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرض ابن المسيب ابنته على أبي وداعة وزوّجه منها، فلا تشعري بالحرج، وعلى صديقتك القيام بما تستطيعه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
أما بالنسبة لعدم علم والدك في هذه المرحلة فإنه لا يضرك ولا شيء عليك، ولكن إذا أبدى الشاب رغبة وميلاً فلابد أن تكون أول الخطوات أن يقوم هو بطرق بابكم ومقابلة والدك ومحارمك، وهذا لون من إكرام الله للمرأة المسلمة، حيث لا يستطيع الرجل مهما كانت منزلته وفضله أن يصل إلى العفيفة إلا بالمجيء البيوت من أبوابها، وفي ذلك فوائد كبيرة للفتاة عند زوجها وعند أهلها، فالزوج يشعر أنها درة غالية وبنت رجال وأسرة وأهلها يشعرون بالفخر بها والثقة فيها، ومن هنا يتضح الخطأ الذي تقع فيه كثير من الفتيات عندما تقدم التنازلات وتقع في المخالفات خوفاً من نفور الخاطب، وليت هؤلاء علمن أن الرجل يهرب من الفتاة التي تجري خلفه وأنه يجري ويلهث وراء الفتاة التي تلوذ بعد الله بإيمانها وحجابها وحيائها وسترها.
ولا يخفى عليك أن الفتاة هي صاحبة المصلحة في الزواج، والشرع جعل الأمر أولاً وأخيراً في يدها بشرط حضور أهلها وعلمهم؛ لأن الأولياء هم مرجع الفتاة إذا مات الزوج أو طلق، ولذلك أعطتهم الشريعة هذا الحق (لا نكاح إلا بولي).
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.
وبالله التوفيق والسداد.