التصرفات السيئة للزوج في الأشهر الأولى من الزواج
2006-04-10 12:48:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة وبركاته.
إنني حديثة عهد بالزواج، متزوجة منذ 8 أشهر تقريباً، زوجي أخذني عن ود كان يكنه لي، لكن تصرفاته معي بعضها لا تفسر ذلك، فعادة ما يحرجني أمام أهله وإخوانه وزوجات إخوانه وأنا أسايره ولا أظهر له أي عداوة، ولا حتى أنني أكره تصرفاته إلا عن طريق المزح حتى لا أُطيح به كرجل أمام أعين الباقين، وعند رجوعه إلى المنزل يرجع وهو مرهق وتعبان فلا تكون هنالك فرصة لي للحديث معه، أو لشرح بعض الأمور له، فيخلد هو إلى النوم وأبقى أنا كما أنا حتى تُعاد الكرة فيرجع إلى تصرفاته وسوء ظنه وسلوكه، وأنا التي تسعى إلى أن يكون زوجها أقرب الناس إليها وأفهمهم لظروفها وأحسنهم خلقاً وديناً.
إلا إنني لا أجد من ذلك شيئاً، لا أُنكر أنه يراعي شعوري بعض الأحيان، ولكنه يرجع إلى شخصيته السيئة، فلا يكون مني إلا دور الزوجة التي تتحمل وتتحمل، ولا تجد يد العطف من زوجها حتى يدرك بأنها حزينة أو أنها مكتئبة.
لا أدري هل سيطول هذا الحال، أم أنه مؤقت لأننا حديثي عهد الزواج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...
إن الأشهر الأول في حياة الزوجين تحتاج إلى صبر وتحمل، حتى يعتاد كل منهما على الآخر، ولابد من تقديم بعض التنازلات من الطرفين حتى يتحقق اللقاء في منتصف الطريق.
وأرجو أن تعرفي أن المناوشات بين الزوجين لا تدل على عدم وجود الود، كما ينبغي أن تعرفي أن سلوك الرجل قبل الدخول يختلف جدّاً عن حقيقة سلوكه، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة؛ لأن كل طرف كان يظهر أحسن ما عنده، أما بعد الدخول فكل طرف يظهر جميع ما عنده من سلبيات وإيجابيات، ومن هنا تتجلى عظمة الإسلام الذي يريد للود الحقيقي أن يبدأ بالرباط الشرعي لتكون البداية بالطاعات، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها المدمرة: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63].
وقد أدرك الغربيون أخيراً خطورة العلاقات قبل الزواج على مسيرة الحياة الزوجية، وأثبتت الدراسات أن التوسع في العلاقات العاطفية قبل الزواج سبب من أسباب انهيار وفشل الحياة الزوجية.
وقد أسعدني حرصك على حفظ شخصية الزوج أمام الآخرين، وخاصة أقاربه؛ فإن ذلك مما يحفظ للحياة الزوجية توازنها ويحميها من التدخلات السلبية، وهذا يدل على كمال عقلك وحسن تصرفك، فحافظي على هذه الروح، واحتملي من زوجك فإنك مأجورة، وهذا من حسن العشرة التي يدخل فيها احتمال الأذى، واعلمي أن العاقبة للصابرين.
وإذا كان هذا الزوج يراعي شعورك في بعض الأحيان فذلك مؤشر إيجابي، وأرجو أن تحرصي على تشجيعه والثناء عليه حتى يتقدم إلى الأمام، ولا مانع من محاورته بهدوء في الوقت المناسب حتى يشعر بالأشياء التي تضايقك، فإنه ليس في السكوت مصلحة؛ لأنه يؤدي إلى الانفجار، وليس صواباً أن تناقشي هذه الأشياء في وقت غير مناسب أو في وجود أحد من الأهل، ولا أظن أن الوضع سيستمر على هذه الحالة، وسوف يتعرف كل منكما على نفسية شريكه.
ونحن ننصحكم بتقوى الله وطاعته، والمحافظة على طاعة جماعية مثل تلاوة القرآن أو صلاة القيام؛ لأن ذلك يجلب الود والمحبة، وإذا أصلحت ما بينك وبين الله أصلح ما بينك وبين زوجك.
والله الموفق.