أنواع الموصلات العصبية وأثر الانسحاب القوي على الجهاز العصبي
2006-01-23 23:54:40 | إسلام ويب
السؤال:
إضافة إلى السرستونين ما هي الموصلات العصبية الأخرى التي تعمل عليها الأدوية النفسية؟ وما دور تلك الموصلات؟ وهل هي نفس الموصلات التي تؤثر عليها المخدرات والكحول؟
بعد التوقف عن مادة مؤثرة على الجهاز العصبي المركزي إذا تعرض الإنسان لآثار السحب، كيف يتأكد من أنها آثار سحب وليست مرض إصابة؟
وأخيراً: هل فعلاً يمكن أن يؤدي التوقف عن مادة إدمانية إذا بلغ الإنسان مرحلة الاعتماد الجسدي؟ هل يمكن أن تؤدي آثار السحب إذا كانت قوية إلى الإصابة بخلل في العقل أو في الجهاز العصبي أو في أي عضو آخر؟
يقال: إنه في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي الأمر إلى الموت إذا لم يكن الشخص تحت الرعاية الطبية، إلى درجة أن بعض المدمنين يتم احتجازهم وتنويمهم في المستشفيات عدة أسابيع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاتق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
توجد عدة أنواع من الموصلات العصبية التي تعمل وتؤثر على أجزاء معينة من المخ، والحمد لله في الآونة الأخيرة تم التعرف على الكثير من هذه الموصلات.
من هذه الموصلات -كما ذكرت- السيروتينين، وهو المعروف منذ فترة، وهو يلعب دوراً أساسياً في مرض الاكتئاب.
أما الموصل الثاني والمهم جداً فهو الدوبامين، وقد يلعب دوراً في مرض الفصام.
والموصل الثالث هو النورأدرانلين، وهو أيضاً من الموصلات الهامة مثل الإصابة بمرض الاكتئاب.
ومن الموصلات الهامة أيضاً (إستايل كولين)، وهو يلعب دوراً هاماً جداً في الذاكرة، وهنالك ما يُعرف بمادة (P) تدور الآن حولها أبحاث كثيرة جداً.
وهنالك موصل آخر يعرف باسم (الجولوتا ميت)، وهو أيضاً تدور حوله أبحاث كثيرة جداً، وهنالك بعض الأدوية الجديدة التي ربما تظهر في القريب العاجل خاصةً لمعالجة القلق والاكتئاب، حيث يعتقد أن لهذه المادة أثر كبير.
تقريباً هذه المواد الهامة من ناحية الموصلات العصبية.
المخدرات والكحول تؤثر على الكثير من هذه الموصلات العصبية، ولكن للمخدرات موصلات خاصة، وكذلك للكحول، وهي مرتبطة أكثر بمادة (جابا)، كما أن للمخدرات موصلات معينة ترتبط بها، وهي تعرف بالأفيونات الداخلية أو ما يعرف بـ (الإندومورفينز).
الشق الثاني من السؤال: وهو بعد التوقف عن مادةٍ مؤثرة على الجهاز العصبي المركزي إذا تعرض الإنسان لآثار السحب كيف يتأكد من أنها آثار سحب وليست مرضاً أصابه؟
هذا سؤال طيب وجيد.
آثار الانسحاب دائماً تكون بعد توقف الدواء أو المادة المؤثرة بمدةٍ قصيرة تبدأ بعد ست ساعات في أغلب الحالات، وتكون دائماً آثار الانسحاب تتمثل في القلق والتوتر والرعشة وربما العرق وصعوبات في النوم، كما أنها تبدأ بسيطة، ثم تشتد وتبلغ قمتها بعد 48 ساعة إلى 72ساعة .
أما الأعراض المرضية فغالباً ربما تبدأ إذا كانت هنالك انتكاسة مرضية، فمثلاً: تبدأ هذه الأعراض بعد أسبوع إلى أسبوعين من التوقف عن الدواء.
السؤال الآخر وهو: هل فعلاً يؤدي التوقف عن مادة إدمانية إذا بلغ الإنسان مرحلة الاعتماد الجسدي، هل يمكن أن تؤدي آثار السحب إذا كانت قوية الإصابة بخلل؟
لا شك أن مرض انسحاب المواد المخدرة يؤدي إلى بعض الاضطرابات والخلل في الجهاز العصبي مثل الهروين مثلاً، ولكن الحمد لله تعالى هذه الاضطرابات ليست دائمةً، أو هذا الخلل ليس دائماً، فيمكن التخلص منه واختفاؤه تماماً إذا أقلع الإنسان بصورةٍ كاملة.
وهنالك بعض المواد التي ربما تؤدي إلى تلف دائم، مثل تناول الكحوليات الموجودة في الكولينا أو السبرتو، وهذه ربما تؤدي إلى تلف كامل وخلل في عصب العين، وبعض الأطراف العصبية الأخرى، وكذلك الكلى.
آثار الانسحاب يمكن أن تؤدي إلى الموت، ويُعرف أن 15-20% من المدمنين على الخمور بصورةٍ شديدة يمكن أن تحدث لهم آثار انسحاب تؤدي إلى الوفاة إذا لم تكن هنالك رعاية طبية، و10% من متعاطي الهروين يمكن أن يموتوا نتيجةً لآثار الانسحاب الحاد؛ حيث إن هذه المواد إذا أوقفت بصورةٍ شديدة ودون رعاية طبية وكان التوقف مفاجئاً سوف تؤثر سلباً على القلب والأعضاء الحيوية الأخرى، ولذا نتعامل مع هذه الحالات غالباً في العناية المركزة، والحمد لله فقد حسن ذلك كثيراً من فرص معالجة هذه الحالات.
وبالله التوفيق.