هل الحالة النفسية سببٌ في التبول اللاإرادي؟
2005-03-09 06:32:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود استشارتكم في مسألة لا تخصني حقيقة، إنما تخص أختي.
أختي تبلغ من العمر 20 عاماً، وقد كانت تعاني في طفولتها حتى عمر متقدم من مسألة التبول اللاإرادي بشكل متكرر، وكان أهلي دائماً يحاولون معرفة السبب والجلوس معها والتقرب منها ليعلموا مشكلتها النفسية التي تسبب لها هذا الأمر، وأحياناً كانوا يعنفونها لكن بلا جدوى! لكنهم لم يتجهوا يوماً لطبيب، حيث إن أبي دكتور صيدلي، وكان يعزي ذلك إلى اضطراب نفسي أو مراهقة، وسرعان ما يزول، وكان يخشى من أن تتأزم أكثر إن أحرجت أمام طبيب.
علمًا أن أختي من طفولتها نفسيتها حساسة وعصبية وتتأثر بأي مشكلة، ومسألة التبول هذه كانت تظهر بشكل واضح إذا ما تشاجرت مع أحد منا في البيت أو المدرسة، ومع أنها مشاجرات عادية جداً تحدث لأي إنسان في الحياة إلا أنها كانت تتأثر بها، فهي أي شيء يؤثر فيها، وعندما تكون في مزاج حسن كانت لا تتبول إلا نادراً، هكذا هي نفسيتها، مع أن أهلي لم يقصروا يوماً معها بأي شيء والحنان والحب موجودان دائماً، باختصار أهلي أفضل أهل على الإطلاق، لا يحرمون أبناءهم أبداً، ولا يقسون علينا.
المشكلة هي:
أختي تقريباً زالت هذه المشكلة منها، ولكنها الآن تبلغ 20 عاماً، في الجامعة، وهي متفوقة ونفسيتها أفضل، وربما قلت حساسيتها قليلاً ولكنها حتى اليوم في فترات متباعدة تتبول لا إرادياً بشكل خفيف ليس كثيراً ولا دائماً، ولكن بفترات متباعدة أو كل فترة وأخرى، المهم أن المشكلة ما زالت موجودة.
نصحتها أنا ـ كما قرأت كثيراً ـ أنه قد يكون هناك ضعف في عضلة المثانة؛ فنصحتها أنه كلما أحست بوجود رغبة للتبول أن تصبر ولا تذهب للحمام (أعزكم الله) وتدرب نفسها على الصمود أكبر قدر ممكن من الوقت دون قضاء الحاجة لآخر لحظة، وذلك حتى تقوي العضلة وتدرب جسمها على الصبر وتحمل الأمر، وألا تتبول كلما شعرت بذلك، فما المشكلة؟
نسيت أن أقول: أختي إلى الآن نفسيتها حساسة ومزاجية جداً لأبعد الحدود، في ثوان ممكن مزاجها يتغير! حيث يتغير من حسن إلى سيئ بثوان! وممكن العكس، لكن بدرجة أقل كثيراً حيث إنها إذا غضبت تأخذ أياماً إلى حد ما ترضى!
أرجو الرد واقتراح العلاج قدر الإمكان دون الذهاب لطبيب، حيث إنها كبيرة وتقول: مستحيل أن تعرض نفسها لحرج الذهاب لطبيب بمشكلة مثل هذه وهي بمثل هذا العمر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.م.أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً، ونشكرك على اهتمامك بأمر أختك .
التبول اللاإرادي في مثل هذا العمر هو دليلٌ على وجود بعض الأمراض العصابية، أي القلق والتوتر وتقلب المزاج، وإن لم يعبر عنه الإنسان صراحةً، ولكن في ذات الوقت لابد أن تُجرى بعض الفحوصات العضوية، حيث أن التهابات المسالك البولية، وبعض التشوهات التي ربما توجد في العمود الفقري أو العيوب التي توجد في المثانة منذ الولادة، ربما تتسبب في ذلك، وبصفةٍ عامة يتم فحص البول للتأكد من عدم وجود أي التهابات، كما أنه لابد من القيام بعمل صورة أشعة للظهر، ولكن الشيء الذي يغلب عليه الظن في حالة هذه الأخت هو أن أعراضها مرتبطة بحالتها النفسية كما ذكرت.
هذه الأخت تحتاج للمساندة، وعدم الإكثار من انتقادها، وتشجيعها على الإيجابيات.
يوجد بفضل من الله دواء ممتاز جداً، وغير مكلف، يُعرف باسم تفرانيل، أرجو أن تبدأ هذه الأخت بتناوله بواقع 25 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة تدريجياً إلى 75 مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض لتصل إلى 50 مليجراماً، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، بعدها تخفض إلى 25 مليجراماً ليلاً أيضاً لمدة ثلاثة أشهر أيضاً .
أنا على ثقةٍ تامة بإذن الله أن هذا الدواء سوف يُفيد أختك، وسوف تستطيع التحكم في عملية البول، كما أن الدواء يُعتبر محسناً للمزاج، ويزيل القلق والتوتر، وهو سليم جداً .
هنالك إرشادات لا بد لأختك من اتباعها أيضاً، وهي تجنب الأطعمة والمشروبات المدرّة للبول بعد الساعة السادسة مساءً، وكذلك ممارسة أي نوع من الرياضة تقوي عضلات البطن والمثانة، كما أنها يجب أن تحاول حصر البول في فترة النهار، حتى تعطي المثانة فرصة للاتساع كما أشرتِ عليها.
وبالله التوفيق.