نظرة في طلب الزوجة الطلاق لسوء معاملة زوجها وسكره وفجوره
2004-10-23 00:44:04 | إسلام ويب
السؤال:
لقد تقدم لي أحد أقاربي للزواج، فسألنا عنه وإذا به ذو ماض غير نظيف، الآن هو يصلي وترك ذلك الماضي، فاستخرت الله ودعوته كثيراً، ثم تم الزواج، وكان يحسن معاملتي في الأشهر الأولى فقط، وبعدها أصبح يسيء معاملتي بالضرب والسب والطرد.
وهو الآن في رمضان لا يصلي، وقد كان قبل ذلك يصلي، وهو يفطر في نهاره، ويشرب الخمر وغيرها، وأنا في حيرة من أمري من جهتين:
1- كيف يحدث هذا؟! مع العلم أني استخرت الله.
2- ماذا أفعل الآن؟ هل أطلب الطلاق؟ مع صبري عليه أربع سنين، ولا يوجد لدي أطفال منه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله الذي هدانا ووفقنا للسير في طريق الله، ونسأله المزيد من توفيقه، آمين.
اطلعت على استشارتك وعلى مشكلتك مع زوجك، وما وصل إليه حال الزوج الآن، وأجبيك بالآتي:
أولاً: بخصوص الاستخارة وعدم الاستجابة فيها، حيث إنك قبل الزواج بهذه الفتى قد صليت الاستخارة ثم أقدمت على الزواج، وقد تبين أنه غير مستقيم في سلوكه؛ فاعلمي أن الاستخارة دعاء من العبد لربه، والإجابة في الدعاء درجات، وعلى قدر صلة العبد بربه تكون الإجابة، وربما يكون العبد بعيداً عن الله ساعة الاستخارة فيؤخّر الله عنه الإجابة العاجلة، وربما حجب الله الإجابة عن عبده لحكمة يعلمها هو سبحانه ولا يطلع عليها العبد، ويكون فيها خيرٌ للعبد سواء كان هذا الخير في الدنيا أو في الآخرة، ومجال الإجابة في الدعاء أو الاستخارة مجالٌ طويل تحدث عنه أهل العلم كثيراً، ولكن عليك أن تعلمي أن الله لن يهملك، ولكن ربما يؤخر الإجابة عنك رحمةً بك، فلا تيأسي من رحمة الله، ولا تقنطي أبداً، فيروى أن نبياً من الأنبياء دعا الله دعوة فلم يستجب له إلا بعد أربعين عاماً.
أما مشكلة هذا الزوج الذي انحرف في سلوكه وصار يجاهر الله تعالى بالمعصية في هذا الشهر الكريم، فاعلمي:
أولاً: أن كل ما يرتكبه هذا الزوج من معاص لا يصبيك منها شيء ما دمت تنكرين عليه فعله، فلا تزر وازرةٌ وزر أخرى.
ثانياً: أرجو ألا يكون تفكيرك منحصراً في الطلاق، فليكن الطلاق آخر العلاج؛ لأن الطلاق هدمٌ للأسرة، وهو أبغض الحلال إلى الله تعالى.
كما أنك إذا طُلقت منه تركته للشيطان يلعب به كيف شاء، وأنت كمسلمة فإنك داعية قبل أن تكوني زوجة، وواجب الدعوة يتطلب أن تحاولي بكل الوسائل للإصلاح، وإن أردتِ رضا الله والفوز بالآخرة فاعلمي أن في صبرك على زوجك ومحاولة إصلاحه جهاداً كبيراً وهو خيرٌ لك، فإن استطعت أن تصبري على أذاه وسوء سلوكه وتعملي معه جاهدةً في إصلاحه فإنك ستفوزين بخيري الدنيا والآخرة.
أما خير الدنيا فاعلمي أن عاقبة حياة الزوجية ستكون سعيدة جداً، واسمعي مني هذه الحكاية عن امرأةٍ ابتلاها الله بزوجٍ مدمن للخمر، ويأخذ كل معاشه ويضيّعه في الخمر، ولا يعطيها مع أولادها شيئاً، ويذهب ويسكر، ويشتري اللحمة والخضار، ثم يأتي وهو سكران فيأمر زوجته أن تطبخ له هذه اللحمة كلها، وتحضرها له كلها، ولا تعطي منها أحداً شيئاً، ثم يرقد، فتقوم هذه المسكينة وتطبخ اللحمة، إلا أنها تتباطأ في الطبخ، حتى إذا أيقنت أنه قد نام تجمع أولادها وتعشّيهم، ويأكلون كل اللحمة والطعام، ويرقدون وينامون، ثم تقوم الزوجة بجمع فضلات الطعام بما فيها العظام وترميها بجوار سرير زوجها، ثم تقوم بمسح فمه بفضلات الطعام وتنام، فيقوم المسكين ويجد نفسه جائعاً لكن يجد آثار الطعام على فمه، وفضلات الطعام تحت قدميه، فيظن نفسه أنه قد تعشى، فيسكت ويذهب لعمله، وبعد العمل يذهب ويسكر، ويكرر نفس العمل، وهي تكرر نفس الدور، حتى هداه الله بعد أن صبرت عليه كثيراً، وأخيراً سعدا بحياتهما وأولادهما، فهذا خير الدنيا.
أما خير الآخرة فيكفي فيه الأجر والثواب عند الله.
وكعلاج عاجل لهذا الزوج أرجو الاتصال به في ساعة وعيه، وحرِّكي ضميره بالكلام اللين معه، وأظهري له حبك، وأنك لا تطلبين غيره، وأخبريه أن هذه الخمر أمّ الكبائر، وأنها تهدم عش الزوجية وتضر بمستقبله بجانب غضب الله عليه، فعظيه وتحدثي معه ولا تيأسي، وذكريه بشهر التوبة والرحمة، فإن لم يستجب فاتصلي على أحد من الأهل، وأخبريه بحاله، وليكن رجلاً على درجة من العلم، وليتحدث معه، فلعل الله أن يهدي قلبه، ولا تنسي فأنت في شهر الصيام والدعاء، فأكثري من الدعاء له بأن يهديه الله، واعلمي أن الله لن يخذلك أبداً، فلا تيأسي.
وبالله التوفيق.