ضرورة عدم الاستسلام للإجهاد النفسي
2004-06-27 09:43:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أدري كيف أعرض حالتي لأني لا أعلم كيف أصفها، هل هي حالة نفسية أم إرهاق نفسي؟ لا أعلم بالضبط، تخرجت هذه السنة من الجامعة، وقبل تخرجي كنت أريد عمل الكثير من الأشياء، أما الآن بعد تخرجي أحس بالإجهاد ولا أستطيع فعل أي شيء، كل شيء أفعله أقوم بعمله وأنا متعبة، حتى الصلاة أصليها وأنا مجهدة، كذلك الحديث مع الناس لا يفيد، ولا يوجد أي شيء يمتعني أو يؤنسني مهما فعلت، لا أستمتع بكثير من الأشياء التي كنت أقول عنها لو تحققت لي سأكون سعيدة، ولكن أكتشف بعدها بأني أتقبل الموضوع بكل برود، وأصبحت أرى أن السعادة الحقيقية فقط في الجنة ولا سعادة غيرها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اعلمي أن هذا الأمر مجرد إجهاد نفسي، سببه التعب في السنوات الجامعية الماضية، ونحن لا نريدك أن تيأسي أو تفقدي الأمل، فاتركي باب الأمل دائماً مفتوح؛ لكي ترقي إلى المجد، وتصلي إلى النجاح -بإذن الله تعالى-، واعلمي -أختي صباح- أن لديك قدرات وطاقات، ولكن يبقى كيفية استغلال هذه الطاقات وهذه القدرات، فلا تتركي لصوص الطاقة يأخذونها ويسرقونها منك، فأنت -ما شاء الله- متخرجة حديثاً، فالأمة الإسلامية ومجتمعك وأسرتك بحاجة إليك، وأنت في سن العطاء، فلا تتركي الوساوس والشيطان يتغلب عليك، وقد يأتيك من باب التواضع والراحة، ويقول لك لقد تعبت كل هذه السنوات فيجب أن ترتاحي، فقولي له: لا، أنا ما زلت معطاءة للمجتمع وللأمة، وكلما تعلم الإنسان كلما عرف أسرار الكون، وكلما تقرب إلى الله بالطاعات وابتعد عن المعاصي فاز بالرضا في الدنيا والآخرة.
فاجعلي عينك تنظر إلى جهة النور الذي يضيء حياتك، واجعليها تنظر إلى النواحي الإيجابية، والمميزات الجميلة التي تتمتعين بها في كل ناحية من نواحي حياتك، واجعليها نظرة إيجابية وليست سلبية، ونظرة القبول والثناء والشكر لا نظرة الشكوى والتذمر والبغض.
ولا تنسي تمارين الاسترخاء فإن التعود عليها والتنفس من الأعماق يجلب لك الصحة والسعادة.
حاولي أن تصلي الصلاة في وقتها، وأكثري من قراءة القرآن، وأكثري من الأدعية، وحاولي أن تصلي كل يوم في جوف الليل ركعتين لله تعالى، وبإذن الله سبحانه سوف تتخلصين من هذه المشاكل، وتعيشين في سعادةٍ وأمنٍ وأمان.
وبالله التوفيق.