ما رأيكم بسهر الزوج على الأفلام الخليعة الماجنة، وكيف أتصرف معه؟
2004-06-01 06:19:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
زوجي يسهر الليل كله على الأفلام الخليعة الماجنة، وأنا أكره ذلك، وإذا نصحته يقول لي: ليس لك شأن، وهذا يخصني وحدي.
أخاف على أبنائي؛ لأنهم رأوا هذه الصور بالصدفة على الكمبيوتر أكثر من مرة، ماذا أفعل، هل آخذ أبنائي وأذهب بهم بعيداً عنه؟
أرجو نصحكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة/ سراري حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك وأولادك من كل مكروه وسوء، وأن يهدي زوجك وأن يغفر له، ويتوب عليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المؤسف حقاً أن يتخلى الإنسان منا عن رغبته التي سيُسأل عنها يوم القيامة من أجل نزوةٍ عابرة وشهوة محرمة، ونسي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من استرعاه الله رعية فيضيعها يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)، أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (فالرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته)، وكأنه لم يسمع قول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ)، [التحريم:6].
وكأنه لم يقرأ ما قاله العلماء من أن الله سائل الآباء عن الأبناء قبل أن يُسأل الأبناء عن الآباء، فنحن كآباء نُسأل عن أبنائنا قبل أن يُسأل عنا أبناؤنا، فيا ترى ماذا سنقول لله يوم القيامة؟
أرى أن زوجكِ في حاجة إلى صرخة قوية توقظه من سباته وغفلته، وترده إلى رشده وصوابه، وتعينه على القيام بوظيفته ورسالته، حاولي معه مرات ومرات، واصرخي في وجهة بأعلى صوت، وهدديه وذكريه بالله، وخوفيه من عذاب الله، وحذريه من انحراف أولاده، حاولي بكل الأسلحة المتاحة لديك من الحب والعطف والرحمة والرأفة، فإن لم تُفلح هذه الوسائل فاستعيني بمن يمكن أن يؤثر عليه من أهلٍ وأقاربٍ أو أصدقاء، أو دعاةٍ ومشايخ، أو علماء، أو أي أحد.
فإذا لم يُفد ذلك كله فهناك أقوى سلاح وهو الدعاء والإلحاح على الله.
اجعلي زوجك يقرأ الآثار المترتبة على مشاهدة هذا الفساد، وكيفية التخلص منه، خاصة في مثل هذه الاستشارة، وهناك الكثير منها.
فإذا لم يفد ذلك كله فاطلبي منه أن يكون ذلك خارج المنزل بعيداً عن الأسرة، فإذا لم يوافق فاتركي له المنزل على سبيل التهديد لعل وعسى أن يعود إلى رشده، خاصةً إذا وجد البيت خاوياً على عرشه خالياً من هذه البلابل المغردة التي يحرص هو على دمارها والقضاء عليها، ولا ترجعي إلى المنزل إلا بشرط عدم العودة إلى تلك الأفلام وغيرها.
واعلمي أن الله معك ولن يتخلى عنك، فأنت تدافعين عن الحق والقيم والفضيلة التي دعا إليها الإسلام، والله معك ولن يتخلى عنك، ولن يكلك إلى نفسك (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)، [محمد:35].
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، ولأولادك بالحفظ والصيانة، ولزوجك بالتوبة والهداية والمغفرة.
وبالله التوفيق.