أدمنت العادة السيئة ولا أعرف كيف أتوب وأتخلص منها للأبد؟
2004-04-06 08:37:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شابٌ أبلغ من العمر 23 عاماً، وللأسف الشديد فقد ابتليت منذ فترة ليست بالقصيرة بممارسة العادة السرية (الاستمناء باليد) مع علمي بأنها حرام.
ولعلك تسأل: كيف توقن بأن هذا الفعل حرام وسوف يحاسبك الله عليه حساباً عسيراً ثم تقدم على فعله؟
والجواب يا سيدي هو: لأنني فشلت في مجاهدة نفسي ومقاومة شهوتي، فقد سلكت في ذلك كل السبل ولم أنجح، فقد صمت عملاً بقول النبي صلي الله عليه وسلم: (فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) دون فائدة، حتى أنني كنت أصوم معظم أيام الأسبوع في فصل الصيف، ولكن في النهاية تغلبني شهوتي، ولا أستطيع مقاومة نفسي، وأقدم على هذا الفعل.
ولا تظن يا سيدي أن هذه المجاهدة كانت أسبوعاً أو أسبوعين أو شهراً أو شهرين، ولكني على هذه الحال أربع سنوات وربما أكثر.
وعندما حل شهر رمضان كنت قد استقبلت الشهر بأني نويت لله توبةً نصوحاً، وكنت أدعو الله أن أغتنم هذا الشهر، ولكني للأسف الشديد وقعت في نفس المعصية، فشعرت بإحباطٍ شديد، وشعرت أن خير هذا الشهر قد ضاع مني، وأنه لم ينبني من صيامي إلا الجوع والعطش.
سيدى: أكتب إليك بعدما ضاقت بي السبل ولم أجد مخرجاً من هذه المصيبة.
إنني أحاول أن أسلك طريق الالتزام وأجاهد نفسي على طاعة الله، ولكن وقوعي في هذه المعصية يصيبني بإحباطٍ شديد، إذ أن صلاتي لا تنهاني عن الفحشاء، فليس لي منها إلا الطلوع والنزول.
إنني يا سيدي أعلم تماماً شؤم المعصية ومضارها، ولكن كما قلت أفشل في مقاومة نفسي.
نسيت أن أقول لك أنني طبعاً لا أستطيع الباءة (الزواج) حيث إنني حديث التخرج من الجامعة، ولم أحصل بعد على فرصة عمل.
إنني أريد أن أتوب إلى الله توبةً نصوحاً، ولقد دعوت وتضرعت إلى الله أن يرزقنيها، ولكني ما زلت على حالي، إنني أتألم ولا أعرف إلى متى سأظل هكذا؟ فالموت يأتي بغتة، وإني أخشى على نفسي.
أرجو ألا تبخلوا علي بنصحكم وتوجيهكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم / Amkm ..حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك عليها، وأن يبدلك من بعد معصيتك طاعةً ورضواناً، ومن بعد قنوطك ويأسك أملاً وانفراجاً، ورجاءً وثباتاً وطهارةً وعفافاً وقربى من الله تعالى.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأحب أن أبشرك بأن حرصك على التوبة ومحاولتك التخلص من هذه المعصية، وتألمك لاستمرارها، كلها علامات خير ومبشرة بقرب التخلص منها إن شاء الله تعالى، وهذه من علامات الإيمان أن ترى صاحب المعصية يتململ كالمريض، ولا يهنأ له بال، ولا يقر له قرار إلا بالإقلاع عن المعصية والتخلص منها، وما دامت عندك النية الصادقة والرغبة الأكيدة فتأكد من أنك وعما قريب سوف تتخلص منها بإذن الله تعالى.
المهم أن تواصل كل أعمال البر التي تمارسها من صلاةٍ وصيام ودعاء، واعلم أن هذه العبادات لولاها لكنت الآن في معاصٍ أعظم وأكبر وأخطر، فواصل يا ولدي أعمال البر ولا تتوقف، وزد منها على قدر استطاعتك، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك، وأن يغفر لك ويقر عينك بقبول توبتك، وأكثر كذلك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وحاول ألا تمكث وحدك كثيراً، ولا تطل الجلوس بدورة المياه، واجعل باب غرفتك مفتوحاً إن أمكن، ولا تدخل إلى سريرك إلا عند غلبة النوم، وأكثر من الذكر والاستغفار حتى تنام، وأشغل نفس بالنهار في أعمال مفيدة حتى ولو كانت مجهده عضلياً، فذلك أفضل، وإلا فمارس بعض الرياضات التي تستهلك مزيداً من طاقتك البدنية، ويمكنك أن تضع عند فراشك مسجل به بعض الأشرطة المفيدة، وعليك بالحرص على حضور بعض الفعاليات الدينية من محاضرات وندوات، وحفظ للقرآن الكريم ولو بمعدل عدة آيات يومياً، ويمكنك أن تضع لنفسك برنامجاً للحفظ اليومي، وابحث عن صحبة صالحة تقضي معها أوقات فراغك، وصلاة الجماعة لا تفوتك.
وإن شاء الله سوف يمن الله عليك بقبول توبتك، فاستعن بالله ولا تعجز.
وبالله التوفيق.