النفس القلقية والإصابة بأمراض القولون العصبي
2004-02-12 22:18:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إني أعاني من أمراض نفسية وقولون عصبي منذ أكثر من20 سنة، وزاد حالي سوءً بعد تقاعدي عن العمل، وأنا الآن أتناول أدوية تحت إشراف طبيب نفساني، ولكن مراراً تنتابني حالة من الانفعال والهيجان أفقد فيها صوابي، مما أثر على علاقتي مع أبنائي الصغار وزوجتي.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة .. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
من المعروف أن القولون العصبي والعصبية المفرطة بصفة عامة تكثر وسط الأشخاص الذين يعانون من السمات والصفات القلقية، ويحدث في الغالب نوع من الاكتئاب الثانوي.
هنالك عدة وسائل للعلاج منها:
1- ما يعرف بالتفريغ النفسي بمعنى أن تتجنب الكتمان، خاصة في الأشياء التي لا ترضيك، أي حاول أن تعبر عن نفسك في حدود المعقول وفي نفس اللحظة.
2- فترة التقاعد من العمل تسبب بعض الصعوبات النفسية للكثير من الناس، خاصة إذا لم يكن مهيئًا لهذه المرحلة الحياتية حيث أن هذه سنة الحياة، وتعتبر فترة التقاعد فترة استرخاء لكثير من الناس، كما يمكن للإنسان أن يجد بدائل أخرى يشغل بها نفسه بصورة مفيدة له وللآخرين، وهي فرصة أيضاً للإنسان أن يكثر من عبادته وتقوية صلته بربه.
ولابد لك أن تنظر إلى إنجازاتك السابقة والتي حققتها أثناء العمل أو خلال سنين العمل.
وأنا على ثقة أنك سوف تجد الكثير من الإيجابيات التي لم تعرها اهتماماً.
أرجو أيضاً أن تعود نفسك على تمارين الرياضة وتمارين الاسترخاء حيث وجد أنها تمتص وتقلل من الطاقات الغضبية.
لابد أيضاً أن نذكرك وأنفسنا باتباع ما ورد في السنة الشريفة في حالات الغضب، ويمكن أن تستعين على هذه النوبات بالوضوء وتغيير المكان وهذه وجدت مفيدة بصورة عملية.
كنت أود أن أعرف الأدوية التي أنت عليها الآن، ولكن إذا أنت مرتاح عليها فأرجو أن تواصلها.
أخيراً: أنصحك أن لا تتردد كثيراً على الأطباء خاصة التخصصات المختلفة، حيث أن ذلك يعرف كثيراً عن مرضى القولون العصبي، حيث أن التشخيصات الطبية المختلفة سوف تزيد من عدم الطمأنينة والقلق.
واعلم أخي أن القولون العصبي أصلاً هو نتيجة لإفرازات نفسية، وهذا لا يعتبر مرضاً حقيقياً إنما هي ظاهرة من الظواهر الطبية.
وفقك الله تعالى وشفاك.