أحب خطيبي ويحبني وأكره تصرفاته وتقصيره في دينه
2006-06-07 08:29:05 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على كل من يعمل في هذه الشبكة الرائعة، وأقدم تقديري وشكري المتواضع لجهودكم الخيرة، أثابكم الله جميعاً عني وعن جميع المسلمين.
أود أن أطرح لكم مشكلتي، أو ليست بمشكلة ولكن موضوع يشغل بالي دائماً ويؤرقني دائماً فيم الصواب فيه، وما هو الأسلوب المناسب للتعامل معه؟
أنا فتاة أبلغ من العمر 24، وعقد قراني على شاب عمره 30، وهو خلوق ومحترم وكريم ويحبني ويحاول إسعادي والحمد لله والفضل له أولاً وأخيراً، ولكن ـ للأسف ـ لا يصلي سوى يوم الجمعة في صلاة الجماعة، ومقصر كثيراً في عباداته الدينية تهاونا وكسلاً، وأنا دائماً كنت أتمنى أن أرتبط بإنسان متدين كثيراً حتى يعينني على أمور ديني، ولكن وجدته ـ للأسف ـ يريد من يعينه!! ويقف بجانبه.
أنا أعلم أن هذا هو أهم شيء في زوجي، ويجب ألا أتجاهله، ولكن لديه وزاع ديني وحس إيماني، وحدثته أكثر من مرة بأنه يجب أن يتغير، ووعدني بأنه سوف يقوم بذلك، وهذا أول الأسباب التي تقلقني منه أن يبقى كما هو وتكون وعودا زائفة، وبالتالي يضعف ديني ودينه؛ لإنني كما ذكرت أحتاج إلى إنسان يقويني في ديني.
أما عن تصرفاته الشخصية التي وجدتها لديه وكانت مما أكره أن تكون في زوجي هي عصبيته التي إذا حدثت نسي نفسه ويتصرف تصرفات غير لائقة كالسباب والشتائم التي لا حصر لها، وتهديدات لكل إنسان يفكر مجرد تفكير أن يمسه وكأنه هو الذي يملك السلطة والحق في التحكم في تصرفات من حوله وأهوائهم! مع أنه محترم جداً من قبل الجميع ويعرف عنه اللباقة، ولكن كما يقولون: (الحلو لا يكمل).
بالإضافة إلى تصرفات أخرى أنه يظهرلإخوته أنه يحبهم ويحترمهم ولكن يكن كل الكره لهم، وعندما أناقشه يخبرني بأن تصرفاتهم هي التي تدخل لي هذا الكره لهم: كعدم اهتمامهم في بالعائلة.
هذه التصرفات تقلقني منه كثيراً، وتخوفني منه! وأحس بأني سأعجز عن تغيير طباعه التي لم أتمن يوماً أن تكون في زوجي، فهل أنا محقة في مخاوفي هذه أم أني بالغت؟ وماذا أفعل لكي أجد فيه ما أتمناه وأغير من كل هذا التصرفات ومن بعض طباعه؟
ولكن علي أن أذكر أن له كثيراً من الإيجابيات، وأههما: حنون جداً على والديه، وإنسان يتحمل المسئولية.
وأشكركم لاستقبالكم لاستشارتي، فأنا أثق فيكم كل الثقة بأني سأجد عندكم الرأي السديد والمشورة الحسنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح لك زوجك.
فكوني يا فتاة الإسلام لشاب يحبك عوناً على طاعة الله وخذي بيده ولا تيأسي، واعلمي أن المرأة تملك الكثير من وسائل التأثير على زوجها، واجتهدي في الدعاء له، فإنك أول من ينتفع بصلاحه، ويسعد بصلاته، فاجعلي رضوان الله غاية، وارفعي في بيتك للطاعات راية، وكوني لغيرك قدوة وآية.
ولا شك أن أول خطوات إصلاح هذا الزوج تكون بمواظبة على الصلاة، وتحريضه على أدائها في جماعة، فإن الصلاة علاج للغضب وضيق الصدر، وذلك في كتاب الله، فقد قال سبحانه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الحجر:97-99].
وإنما يطفئ الغضب بالوضوء، فإن كان شديداً فبالصلاة التي كان الصحابة يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بها يا بلال).
هذا الرجل يشكر على اهتمامه بأهله، ومن الضروري أن ينصح لأخواته ويعاملهم بالحسنى، وأن يصبر على تقصيرهم ونحن نتمنى أن يجد منك التشجيع والمساندة حتى يؤدي دور كاملاً تجاه أسرته، ولن يضيع أجر إحسانه عند الله، ولكن هذا الإحسان والخير يحتاج إلى أن يتوج بالمواظبة على الصلوات، ومما يعينه على إصلاحه ما يلي :-
1- الدعاء له.
2- تهيئة البيئة الصالحة وعمارة البيت بالصلاة والقرآن.
3- تشجيعه على مصادقة المصلين.
4- تخويفه من عقوبة من يتهاون في الصلاة.
5- إظهار عدم الرضا على تقصيره في الصلاة.
6- طلب المساعدة من والديه والدعاء.
7- اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ الجميلة لنصحه بها.
8- البحث عن المدخل الحسن إلى نفسه، وذلك بالثناء على إيجابياته ثم تذكيره بالمواظبة على الصلاة.
وبالله التوفيق والسداد.