الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من هدي الإسلام في معاملة الأبناء

من هدي الإسلام في معاملة الأبناء

امتازت شريعة الإسلام بأنها تحقق العدل وتراعي مصالح الناس، والأطفال وجيل الغد وامتداد الأمة في المستقبل، ولذلك دعت إلى إحسان تربيتهم، ووجهت إلى جميع السبل الكفيلة بذلك .
الأصل في الشريعة الإسلامية أن يؤدب الأطفال برفق ويستعمل معهم أسلوب الموعظة واللين، فإذا لم ينجح هذا الأسلوب كان من الجائز عند ذلك أن يستعمل العقاب بالتوبيخ والزجر والضرب غير المبرح.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع" (رواه أحمد والحاكم عن ابن عمرو وصححه الألباني ).
وليس السماح بضرب الولد مقصوراً على الصلاة، بل هو مشروع في عموم الأوامر والآداب والأخلاق كالصيام والصدق وطاعة الوالدين ونحوه، ويدل على ذلك ما ورد في وصية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجيل معاذ بن جبل رضي الله عنه وفي آخرها قوله له " وأنفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدباً، وأخفهم في الله" رواه أحمد وقواه الألباني في "الصحيحة" وهذا هو ما فهمه السلف الصالح وطبقوه مع أولادهم ، فهذا عمر بن الخطاب يضرب ابنا له تكنى بأبي عيسى "رواه أحمد وقواه الألباني في "الصحيحة" وذلك حرصاً منه على نقاء عقيدة التوحيد في تنزيه الله تعالى عن الوالد والولد.
إلا أن اللجوء إلى الضرب لا يكون إلا عند عدم الانتفاع بالموعظة والقدوة الحسنة والتوجيه المستمر، يكون ذلك من باب الضرورة واختيار أخف الضررين، لان الأصل أن التعامل مع الأطفال بالذات أن يكون على سبيل الرحمة والشفقة والمحبة.
ويضيف الدكتور خالد القريشي-عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة بالأطفال ومعاملتهم معاملة حسنة، ولا أدل على ذلك من الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن فقال:" إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يُرحم، وروت عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتقبلون صبيانكم فقالوا: نعم، فقالوا لكنا والله ما نقبل، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" وما أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة" رواه مسلم، وإذا كان هذا هو هدي الإسلام في المعاملة مع الأطفال، لكن هناك مواقف تستدعي أن يستخدم الوالد الشدة والقسوة في التعامل مع الأولاد، وقد وردت النصوص بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كأمره بضرب الأطفال على تركهم الصلاة وهم أبناء عشر سنين، وغيره.
ومن تتبع النصوص الشرعية يمكن لنا أن نضع بعض القواعد في استخدام الشدة مع الأطفال كالتالي:
القاعدة الأولى: أن يكون الضرب بعد استخدام الأساليب التربوية الأخرى كالتوجيه بالكلمة الحسنة والنصح.
القاعدة الثانية: أن يكون ابتداء الضرب من سن العاشرة.
القاعدة الثالثة: أن تكون عقوبة الضرب موافقة للجرم، فلا يزاد عليها
القاعدة الرابعة: ألا يكون الضرب مؤذياً للطفل.
القاعدة الخامسة: اختيار مكان العقوبة المناسب، فلا يكون أمام الناس أو أحد من أقربائه ونحو ذلك.
القاعدة السادسة: ألا يضرب وهو في حالة الغضب حتى يدرك ما يفعل، هذا وينبغي ويستشعر أن الضرب عند الحاجة إليه إنما هو ضرب تهذيب وتأديب لا ضرب انتقام وتعذيب.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

معاً .. نربي ونعلم

وكان أبوهما صالحا

تربية الأبناء مسؤولية عظيمة على عاتق الآباء والأمهات، أمرهم الله بها، ودعاهم إليها في قرآنه فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا...المزيد