الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدث في مثل هذا الأسبوع (3 -9 جمادى الآخرة)

حدث في مثل هذا الأسبوع (3 -9 جمادى الآخرة)

حدث في مثل هذا الأسبوع (3 -9 جمادى الآخرة)

وفاة شيخ قراء حلب محمَّد نجيب خياطة 5 جمادى الآخرة 1387هـ (1967م)
الشيخ محمَّد نجيب خياطة شيخ قراء حلب في زمانه، تخرج عليه خلق كثير من حفظة القرآن بقراءاته المختلفة حيث كان مديراً لمدرسة الحفاظ بحلب قرابة 39سنة، و له عدة مؤلفات في التجويد والقراءات وبجهوده وجهود الآخذين عنه انتشر حفظ القرآن، وعلم القراءات من طريقي الشاطبية والطيبة بالشام.
اعتنى بعلم الفرائض (علم الميراث) وتميز فيه ونشره بين العلماء وطلاب العلم تأليفاً وتعليماً، وكان هذا العلم مادته المفضلة التي جعلته مرجعاً فيه بين فطاحل العلماء وقضاة المحاكم.
كان رحمه الله محباً لطلاب العلم مساعداً لهم لا يمكن أن يرد إنساناً جاء يطلب علماً، مُضحياً في ذلك براحته، منكباً على العلم وتعليمه حتى وفاته.

اسمه ونشأته
اسمه: محمد نجيب بن محمد بن محمد بن عمر خياطة
ولد في شهر رمضان المبارك عام 1321هـ في حي "الجلوم الصغرى" في مدينة حلب من بلاد الشام، كان والده يحب العلماء ويحضر دروسهم ومجالسهم فورث من أبيه هذه المحبة.
حفظ القرآن الكريم بـ "كتّاب الحي" على الشيخ محمد العقاد، وتعلم بعض المبادئ الأولية في الحساب والخط والإملاء، وغير ذلك مما كان يعلمه الكُتّاب وقتئذ.
ومع انشغاله بأمور حياته المعيشية، لم يترك سيره في طلب العلم، فكان لا يدع مجلساً من مجالسه إلا حضره, ولا يدع عَلَماً من أعلامه إلا ويأخذ عنه.
حتى انتظمت الدراسة الشرعية في حلب، وأصبحت المدرسة "الخسروية" مجمعاً للعلم والعلماء وتدريس العلوم الشرعية، انتسب إليها عام 1341هـ وتخرج منها حاملاً إجازتها العلمية في 17 محرم 1347 هـ .

شيوخه في علم القراءات
أخذ القراءات السبع من طريق الشاطبية، ثم القراءات الثلاث المتممة للعشر من طريق الدرة (العشر الصغرى)عن الشيخ أحمد حامد التيجي المصري، ثم الحلبي، ثم المكي، الذي أقام في حلب 12 سنة من (١٣٣٥هـ -١٣٤٧هـ) ثم غادر إلى مكة فأصبح شيخ قراء مكة، ثم توفي فيها.
كما رحل الشيخ محمد نجيب خياطة إلى دمشق ومنها إلى "عربيل" قرية من قرى غوطة دمشق في عام 1356هـ، فأخذ القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر عن الشيخ عبد القادر قويدر (والمعروف بـ عبدُه صماديّة)وأجازه بها. وقد صادق على هذه الإجازة شيخ مشايخ القراء والإقراء في وقته بدمشق الشيخ عبد الله المنجد أستاذ الشيخ عبد القادر المذكور.
شيوخه في العلوم الأخرى
و من شيوخه الذين أخذ عنهم :الشيخ إبراهيم السلقيني شيخ المدرسة الخسروية، والشيخ أحمد المكتبي شيخ المدرسة الدليواتية الجابرية، والشيخ الفقيه أحمد الزرقا شيخ المدرسة الشعبانية، والشيخ علي العالم الكيالي شيخ المدرسة الأحمدية، والشيخ بشير الغزي شيخ المدرسة العثمانية، والشيخ نجيب سراج الدين شيخ المدرسة الاسماعيلية، والأساتذة: محمد الحنيفي، وسعيد الإدلبي، وأحمد الشماع، ومحمد الناشد، وأحمد الكردي(مفتي حلب) ومحمد أسعد عبه جي (مفتي الشافعية)، والشيخ محمد راغب الطباخ (مؤرخ حلب) كما أخذ علم الفرائض على غير واحد من الفرضيين كالشيخ عبد الله المعطي فريد عصره في هذا العلم.

حياته العملية
بعدما نال الشيخ الإجازة العلمية من المدرسة الخسروية، تفرع لنشر العلم بين الناس فكان بالإضافة إلى تدريسه مادتي القرآن الكريم وتجويده والفرائض في الثانوية الشرعية (الخسروية) ومعهد العلوم الشرعية(الشعبانية)، يقوم بتدريس الفقه والتجويد والقرآن الكريم والحديث الشريف وغير ذلك من العلوم في دروس خاصة في جامع أبي يحيى الكواكبي وجامع الخسروية ومدرسة الحفاظ في غير ما وقت، فيفيد بذلك الناس، وكثيراً ما كان يقول:إننا خلقنا لكي ننشر العلم في صفوف الناس، فوقتنا وعلمنا ملك لهم وليس لنا.
وفي عام 1348 هـ تولي إدارة مدرسة الحفاظ بحلب وتعليم القراءات فيها وظل يمارس هذه الوظيفة حتى وفاته.
كما تنقّل في الإمامة بين عدة مساجد: المسجد الأصفر، ومسجد أبي يحيى الكواكبي، ومسجد المدرسة الخسروية الذي بقي فيه إلى آخر حياته.
أشرف على طبع مصحف شريف، وكانت تلك الطباعة بصورة جيدة، ساعدت القارئ على سهولة التلاوة .

مؤلفاته:

كان الشيخ رحمه الله عالي الهمة دؤوباً على المطالعة والتعليقات العلمية على جُلِّ كتبه التي تحويها مكتبته كما كان نتاجه كثيراً من المؤلفات منها ما هو مطبوع ومنها مازال مخطوطاً ومن تلك المؤلفات ما يلي:
1- كشف الحجاب شرح هداية المرتاب منظومة للسخاوي في متشابهات القرآن.
2- الرياض الزهية شرح "السراجية "في الفرائض كان يدرس في المدارس الشرعية . طبع في مطابع الشباب في حلب سنة (1373هـ) .
3- الروضة البهية شرح" الرحبية "في الفرائض. كان يدرس في المدارس الشرعية . نشرته مكتبة دار الفلاح في حلب (الطبعة الخامسة) سنة (1411هـ).
4- تنبيه ذوي الأحلام لما في يوم الجمعة من الفضائل والأحكام، مطبوع.
5- سفينة النجاة في مهمات من الصلاة "طبع"

6- أقرب الوصول إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم "مطبوع"
7- مرشد الأنام إلى بيت الله الحرام "مطبوع".
8- المواعظ الجلية في الخطب المنبرية "مخطوط".
9- جمع الإرب في فكاهات العرب "مخطوط".
10- طلبة الأريب لغايات الأديب "مخطوط".

11- المنحة الإلهية في الفوائد الشرعية "مخطوط".
12- التذكرة العلمية في المواضيع المختلفة البهية "مخطوط".
13- الدرر الحسان في تجويد القرآن طبع
14- خلاصة الجهود في تحرير المدود "طبع "
15- كفاية المريد من أحكام التجويد "مطبوع".

16- غنية القراء البررة في قراءات القراء العشرة من طريقي الشاطبية والدرة "مخطوط".
17-التبيين والبيان على بدائع البرهان شرح عمدة العرفان في تحريرات الطيبة للأزميري"مخطوط".
قال الشيخ عبد الفتاح المرصفي في هداية القاري : وقد وقفت على تعليقاته على بدائع البرهان وهي تعليقات نفيسة تدل على سعة اطلاع الرجل وطول باعه في القراءات مما جعلني أقابل نسختي على نسخته وتمت المقابلة كما هو مثبت في نسختي فرحمه الله تعالى.
18- هداية القراء إلى الطيبة الغرَّاء في القراءات العشر من طريق طيبة النشر "مخطوط" إلى غير ذلك من المؤلفات والتحقيقات.

وفاته:
بعد حياة حافلة بتدريس العلوم النافعة توفي رحمه الله تعالى في يوم السبت الخامس من جمادى الآخرة سنة 1387هـ الموافق لليوم التاسع من أيلول سبتمبر سنة 1967م. إثر مرض مفاجئ جعله في الفراش ظهر يوم الخميس حتى صباح يوم السبت ودفن عصرا في مقبرة الشيخ نمير، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وحشره مع الصحابة والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

حدث في مثل هذا الأسبوع

حدث في مثل هذا الأسبوع (23 - 29 من ذي الحجة)

وفاة علامة القراءات الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى 23 من ذي الحجة 1429هـ(2008مـ): الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى...المزيد