الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حقوق المسلم إفشاء السلام ورده

من حقوق المسلم إفشاء السلام ورده

من حقوق المسلم إفشاء السلام ورده

من الآداب العظيمة التي شرعها الإسلام إفشاء السلام بين المسلمين، وهو حق من حقوق المسلم، وذلك كي تسود المحبة والألفة والأخوة بينهم، والسلام اسم من أسماء الله، قال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) (الحشر 23)، وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوا السلام بينكم)رواه البخاري في الأدب المفرد.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم ست) وذكر منها : ( إذا لقيته فسلم عليه ..) وفي رواية أخرى للبخاري ومسلم : ( رد السلام ) والمراد بالحق في الحديث الوجوب، كما قرره العلماء.

وهذا الحق يشترك فيه كل المسلمين، برهم وفاجرهم، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم على السواء، ومعنى السلام هو السلامة من الآفات، فإذا قلت لإنسان: السلام عليك، فمعنى ذلك أن تسأل الله تعالى أن يسلمه من الآفات الحسية والمعنوية.

ولإفشاء السلام فوائد جليلة من أعظمها: تحقيق الألفة والمحبة بين المسلمين، قال ابن العربي رحمه الله: من فوائد إفشاء السلام حصول المحبة بين المتسالمين، وكان ذلك لما فيه من ائتلاف الكلمة لتعم المصلحة بوقوع المعاونة على إقامة شرائع الدين وإخزاء الكافرين.

وأولى الناس بالله في مرضاته، وأخصهم برحمته وغفرانه والقرب منه في جنانه من يبدأ الناس بالسلام، فعن أبي أيوب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) رواه البخاري.

وعند أبي داود من حديث أبي أمامة رضي الله عنه : ( إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ). قال النووي: فينبغي لكل واحد من المتلاقيين أن يحرص على أن يبتدئ بالسلام لهذا الحديث.

ومن أدبيات هذا الحق أن لا يكون السلام بالمعرفة، أي أن يلقيه على من يعرف دون من لا يعرف، وذلك لأن إفشاء السلام فيه إظهار لشعارالإسلام، وسبب لتأليف القلوب وتحقيق السلامة والأمن بين أفراد المجتمع، ففي الحديث : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ( أي الإسلام خير قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) رواه البخاري ومسلم.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة