الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة... الجسد

المرأة... الجسد

المرأة... الجسد

حوالي 500 امرأة في أمريكا يمثلن نوعا من “الأمن الخاص”، هن عارضات أزياء محترفات، يقمن بأدوار متعددة، عرض الأزياء إحداها، لكن هناك أدواراً خفية وأخرى ظاهرة أجبرت حوالي 15 مليون فتاة أمريكية للاصطفاف للانخراط في هذه المنظمة الغريبة.

نموذج الجمال - للمرأة - تم تطويره من قبل الرجل وبمقاييسه هو وآلياته هو.. بعيداً عن شعور المرأة ورؤيتها الخاصة لنفسها!...
نظرية أفلاطون للجمال الأنثوي مازالت مستحضرة وتمثل ركناً أصيلاً من النظرية الغريبة لها.

نظرية الجمال للمرأة في الغرب تعتمد على مقياس ” الشيء الجميل” بمعنى أن المرأة “شيء” فينبغي كي يستهلك أو يمتلك أو يؤخذ أن يكون "جميلاً " بصيغة ما.!
لذلك فان المرأة عارضة الأزياء ينظر إليها - هي - كجسد قبل أن ينظر إلى ما تلبسه.!

الغريب أن هذه النظرة - الجسدية - انتقلت للنساء فالجسد مقدم على الثوب!!
الجسد - بحسب النظام الإسلامي - للمرأة قسمان: عورة مغلظة وهي التي لا يصح أن يطلع عليها إلا الزوج، وعورة خاصة "من السرة إلى الركبة - على رأي الكثير من الفقهاء –" والباقي يجوز كشفه للنساء والمحارم من الرجال.. أما بالنسبة للرجال الأجانب فهو على رأيين فقهيين (الجسد كله عورة؛ أو الجسد عدا الوجه والكفين).

التشريع الإسلامي - بالنسبة لجسد المرأة - منصف وعادل ومنطقي ( كيف لا وهو تشريع رباني ). وقصر حدود الاطلاع على جزء من الجسد (الظاهر) على المحارم والنساء، مراعاة لخصوصية المرأة في ذلك والحاجة وعدم التكلف للمحارم.

في الإرث الإغريقي الروماني المرأة جسد جميل ينبغي التلذذ في النظر إليه والاستمتاع به، لذلك فالتماثيل التي تصور المرأة عارية كثيرة ومتنوعة وبقي منها عدد ليس بالقليل حتى وقتنا الحاضر.
سميت فنوناً جميلة، لكن لماذا غلبت هذه الوصفة للجمال على جسد المرأة (مع استثناء يسير لبعض المنحوتات للرجال!!).

من يسير في أزقة روما ويدخل متاحف فرنسا يظن أن المرأة كانت ملهمة للرجال لكن للأسف بصيغة سلبية.. تماثيل العري للمرأة تتضمن ثقافة عميقة لدى الغرب تجاه المرأة الجسد.

هذه الثقافة مازالت موجودة حتى الآن فالكثير من مدارس الفن المعاصرة في الجامعات والمعاهد تعتمد على رسم المرأة كجسد من خلال إحدى المتطوعات لذلك، بل حتى في التاريخ الكنسي لأوربا انتشرت رسوم عارية فاضحة للنساء وتزين بها الكنائس والقصور مظهرة حقيقة ناصعة أن المرأة - في هذه الثقافة - جسد فحسب جسد يتلذذ بالنظر إليه (عارياً في أغلب الأحيان!!).

الغريب أن ثقافة المرأة الجسد موجودة لدى شعوب أخرى كالهندوس.. بل أن بعض القبائل الهندية تعبد فرج المرأة!!!

وهذه الثقافة انعكست - وبشدة - في الإعلام المرئي.. فهي - المرأة الجسد - ملهمة للرجال، تتحرك وترقص وتكشف لإمتاع الرجال فقط!!
إعلام الدعارة في أمريكا يجاوز 10 بليون دولار فقط ومحوره - بالكامل - المرأة الجسد.. والغريب أنه رغم عدم وجود حدود للعلاقات بين الرجال والنساء - عندهم - إلا أن الإعلام الإباحي منتشر لديهم بصورة عجيبة غريبة...

المرأة الجسد لم يكن قاصراً على الصورة والتمثال بل تعداه إلى الأدب والرواية.
كثير من الشخصيات الأنثوية لم تتعدى البعد الجسدي ودورها متجسد في هذه الصيغة فقط.

النظرية في تنتقل إلى بلادنا
هذه الصورة - وان انتشرت في الرواية الغربية - إلا أنها بدأت تنتقل إلى المجتمعات المسلمة والعربية وبشكل بغيض يعكس طبيعة كتابها وخيالهم المريض.
المرأة الجسد.. حاضرة بقوة في الأغاني المصورة (الفيديو كليب) وهي وإن كانت ثقافة غربية بحتة إلا أنها انتقلت للمجتمعات العربية للأسف الشديد.
الكاميرا تنتقل بين الراقصات وتقرب الصورة من الأماكن الحساسة لإثارة الرجل بالطبع وتحريك مخيلته لأن القائمين على الإنتاج والإخراج ينظرون للمرأة كجسد ينبغي أن يمتع نظر الرجال، حتى في الأفلام نجد في كثير الأحيان المرأة جسد لإغواء الرجال وجذبه وإيقاعه في المشكلات أو سلبه ماله أو الحصول على معلومات استخباراتية.
وحتى لو صورت المرأة كبطل مؤثر لا ينسى المخرج أن يستحضر جسد هذا البطل ويجعله جزءاً من صفات التميز والإبهار للمشاهد.

مصممو الأزياء النسائية يحرصون - عادة - على كشف أكبر جزء ممكن من جسد المرأة واللباس هنا ليس للتغطية ولكن للإثارة وما يغطى منه إنما يغطي لتحريك خيال الرجل فقط والجزء المكشوف توطئة فقط لما يخبئه اللباس من جسد!!

المرأة يحق لها - بحسب الشريعة الإسلامية - أن تتمتع بالرجل (الزوج) كما هو حق له، "هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ"، والعملية تكاملية، أما النظرة الوثنية والمنحرفة فتقصر الأمر على الرجل ليستمتع بالمرأة الجسد.

الاغتصاب - كظاهرة اجتماعية وجريمة في الغرب - تنتشر بالتوازي مع انتشار ظاهرة المرأة الجسد لذلك عندما كانت المرأة متسترة (قديماً) لديهم كان الاغتصاب نادراً جداً لذلك فإن هناك من المطالبات (وبصفة قانونية) أن تتحمل المرأة جزءاً من المسئولية في حال الاغتصاب جراء كشف أجزاء مثيرة من جسدها أمام الرجال!!

وهذا هو السبب في قلة الاغتصاب في المجتمعات المسلمة لانتشار تغطية جسد المرأة ومكامن الفتنة لديها أمام الرجال.. والذي يرجع بدوره للتشريع الإسلامي لحجاب ولباس المرأة أمام الرجال.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة