الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما بعد الزواج

ما بعد الزواج

ما بعد الزواج

بعدما تناولنا الحديث في مقال سابق عن مرحلة ما قبل الزواج نرى أنه من الأهمية بمكان أن نواصل الحديث عن المرحلة اللاحقة ، والتي هي بعد الزواج ، وهي مرحلة ذات طبيعة جديدة في حياة الطرفين ، الرجل والمرأة ، وكلاهما يتذوق حلاوتها وأنسها وجمالها ، ومع مرور الوقت يزداد التقارب والتفاهم والود والمحبة مما يعود بالخير والبركة على هذه المؤسسة الجديدة ، الأمر الذي يؤدي إلى قوتها ونجاحها وجودة إنتاجها ، ومن الطبيعي أن يكون الأبناء أصحاب مشاريع ناجحة في مثل هذه الأسر المستقرة.

وكنا قد تناولنا في المقالة السابقة بعض القضايا التي تشغل الشباب والفتيات قبل الزواج :

من الميل العاطفي والفطري ، والبحث عن الشريك المناسب ، والمهر وتوابعه ، والحفلات المتعددة، والموائد الزائدة ، ولما استطاع الزوجان التغلب على كل تلك الصعاب ، ووصلا بأمن وسلام إلى الانجاز الرائع والبناء الشامخ ، وأنشئا مشروعهما الناجح ، لزم من أجل المحافظة عليه وصونه من التصدع فضلا عن الانهيار عدة أمور :

أولا- الحمد والشكر ، الذي ينصرف ابتداء إلى صاحب الفضل وواهب النعم ، وهو الله سبحانه وتعالى ، المستحق للحمد والشكر في كل الأحوال وفي الرخاء أكثر ؛ وذلك لأنه المعطي ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ...) (53) النحل ، ثم لأن الشكر لله سبيل الحفاظ والاستمرار( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (7)ابراهيم.

ثم شكر الآخرين من الآباء والأمهات وغيرهم ممن ساهم وأعان في إقامة هذا المشروع المبارك.

ثانياً- تقوية الإيمان وزيادة الأعمال الصالحة ، والتي يأتي في مقدمتها العبادات المفروضة والمسنونة ، وذلك من أجل أن تبقى العلاقة مع الله قوية ، لنيل رضاه وكسب محبته سبحانه وتعالى، ثم من أجل التحصن من الشياطين والحاسدين الذين لا يعجبهم إلا الشر والفساد.

ثالثاً- التجديد في الحياة الزوجية وتغيير الرتابة التي قد تؤدي إلى الملل والضيق والسآمة ، والتجديد مجالاته متعددة وطرقه واسعة ، ولا حرج في أي نوع يرتضيه الطرفان مما يتلاءم مع أوضاعهما وظروفهما بشرط مراعاة الضابط الشرعي.

رابعا-الحوار وفن التعامل: وهي مهارات يمكن أن تكتسب وتؤدى بإتقان مما يجعل العلاقة أكثر متانة وأنساً ، وهي من الأمور المهمة التي لا ينبغي تجاهلها في كل التعاملات وخاصة بين الزوجين الحبيبين ، بل أن ذلك والجودة فيه يجعل الحياة الزوجية شيئاً آخر من السعادة .

خامساً-مراعاة الحقوق والواجبات ، والتي هي من الأمور الأساسية التي لا يسع أحد جهلها أو الغفلة عنها ، فقبل أن تكون هناك حقوق تنال ، هناك واجبات تؤدى ، وكم هو جميل أن يبادر الشخص في أداء ما عليه من واجبات ولا ينتظر حتى يطالب بها ، ففي ذلك إلى جانب إبراء الذمة رقي في التعامل يترك أثره الطيب في الآخر ، ويدفعه إلى المبادرة والإسراع في أداء حقوق الآخرين بل والزيادة عليها.

وأخيرا نسأل الله أن يجعل العلاقة بين الزوجين كلها أنس وسعادة وأمن وطمأنينة ، وهنيئا لهما ذلك في هذه الحياة وفي الآخرة الباقية.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة