الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنت السبب في الهزائم يا خديوي إسماعيل ...

أنت السبب في الهزائم يا خديوي إسماعيل ...

أنت السبب في الهزائم يا خديوي إسماعيل ...

توالت الهزائم على مصر في حربها مع الحبشة أثناء حكم الخديوي إسماعيل ، وحار الخديوي كيف يدفع عن جيوشه الهزائم ، فسأل وزيره شريف باشا :ماذا ترى أن نصنع أيها الوزير ؟
قال الوزير : تجمع العلماء يا مولاي فيقرءوا صحيح البخاري ، عسى ببركته تنتصر جيوشنا على الأعداء.

وجمع العلماء في باحة الجامع الأزهر ، وطفقوا يقرءون صحيح البخاري ، والهزائم تتوالى على جيوش الخديوي ، فاغتاظ الخديوي ، وجاء بنفسه إلى الأزهر وصاح بالعلماء غاضبا : إما أن هذا ليس صحيح البخاري ، وإما أنكم لستم العلماء ... ‍

فوجم العلماء ، وتملكهم فزع عظيم ، وحاروا ماذا يجيبون الخديوي .
لكن صوتا من مؤخرة الصفوف قطع عليهم صمتهم أنت السبب في الهزائم يا إسماعيل ..‍ ‍! فانا روينا عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لتأمرن بالمعروف ، ولتنهن عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ... " .

وزاد وجوم العلماء، واضطربوا، وجزعوا وشخصت عيونهم نحو الخديوي تستطلع ما هو فاعل بذلك العالم الجريء ، ووقف الخديوي برهة والشرر يتطاير من عينية ، ثم استدار ، وانصرف .

وهرع العلماء يؤنبون العالم الجريء ، ويقولون له : ماذا صنعت بنفسك أيها المسكين ... ؟ ولماذا عرضتها للتهلكة .. ؟ والرجل لا يبالي بما يقولون .

وما مضت ساعة حتى جاء جند الخديوي يقتادون العالم المؤمن ، فقال الناس : قد ذهب ، واعتبروه ميتاً .

وأدخل العالم المؤمن على الخديوي ، فإذا به وحده قال : أعد علي ما قتله ، فأعاد عليه .
قال الخديوي : وماذا صنعنا حتى نكون سبب الهزائم كما تقول .. ؟
يا أفندينا ، أليس الزنا مباحا .. ؟ أليس الخمر مباحا .... ؟ أليس ...؟ أليس ..؟ ومضى يعدد للخديوي المنكرات المنتشرة في مصر آنذاك .

وأطرق الخديوي قليلا ، وقد أحرجته الحجة ، ثم قال :
ماذا نعمل أيها الشيخ وقد اقتبسنا مدنية أوربا وهذه عاداتها ... ؟

قال العالم المؤمن :
فما ذنب العلماء إذن ... ؟ أنتم السبب يا أفندينا ، وخرج شامخ الرأس .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة