[ ص: 71 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وعنت لعزته الوجوه، وخضعت لعظمته الجباه، ثم أصلي على رسوله محمد وعلى آله وصحبه ممن هاجر معه ونصره وآواه، الذين صين بهم الدين [....] وزيد للشرع القويم المهاد، ثم نقول: أفتتح القول بحمد الله الذي اطمأنت بذكره القلوب، وازينت بشكره الأفواه،
إن الأحاديث والآثار التي أودعها كتبه إمام أئمة المسلمين، وابن عم رسول رب العالمين، رضي الله عنه وأرضاه هي التي عليها اعتماده وبها اعتداده في ترتيب المذهب وتمهيده وتوطينه وتوطيده، وإنه - رضي الله عنه - أوردها إيراد محتج بها، ولم يتفق له إفراد ما أسنده ورواه بالجمع؛ لاشتغاله باستنباط الأحكام وتهذيب مسائل الحلال والحرام، وعلى ذلك مضت عصور وخلت قرون، ثم عني بجمع ما أسنده مفرقا في الكتب جماعة من أصحاب أصحابه، منهم: أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني، روى مجموعه عنه: ابن صادق أحمد بن محمد بن عمر، ومنهم: أبو [ ص: 72 ] العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، ومجموعه هو المتداول بين أهل الحديث والفقه المعروف ب مسند - رضي الله عنه -، وقد سمع ما جمعه من الشافعي عن الربيع الشافعي [....] - رضي الله عنه - في الأم وبعض الأمالي، ويروي مجموعه [....] والبويطي أبو زكريا يحيى بن محمد بن إبراهيم المزكي، والقاضي أبو بكر [....] الحسين الحيري وبروايته اشتهر الكتاب عند المتأخرين [....] الجم الغفير منهم: أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني [ ص: 73 ]
[....] وأبو علي الإمام الحسين بن شعيب السنجي [....] على (الإمام [....] قدس الله روحه بروايته عن المطهر بن علي العباسي.
وعن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي عن أبي القاسم الكرخي، وعن عن عمر بن أحمد الصفار نصر الله الخشنامي وأبي القاسم الجرجاني، وعن أبي سعد محمد بن أحمد النوقاني عن أبي الحسن المديني، بروايتهم جميعا عن القاضي الحيري.
ثم قرأت الكتاب بتمامه في مجلسين على عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران بسماعه عن بإسناده. عمر الصفار
وأرويه بالإجازة العالية عن أبي منصور الديلمي وطاهر المقدسي عن السلارمكي، وعن جماعة عن رحمهم الله. الشيروي
ويقال: إن هذا المسند جمعه لأبي العباس: أبو عمرو بن مطر، ولم يبلغنا أن أحدا شرح هذا الكتاب مع اشتهاره بأنه مسند - رضي الله عنه -، ومع أن الأئمة أدرجوه في أصول كتب الحديث، ومع كثرة حاجة الفقهاء والمحدثين إلى مراجعته، نعم للحافظ الإمام الشافعي رحمه الله كتاب: "معرفة السنن والآثار" التي رواها أبي بكر البيهقي في كتبه، [ ص: 74 ] لكنه لا يتعلق بنظم هذا المسند، وغرضه الكلام في تصحيح رواياته وإيراد شواهدها لا الشرح المطلق . الشافعي