حدث في مثل هذا الأسبوع( 13-19 شوال)

19/05/2022| إسلام ويب

وفاة الشيخ محمد الغزالي 19 شوال 1417هـ(1996م)
الشيخ محمد الغزالي أحد كبار الدعاة في العصر الحديث، وهبه الله فصاحة وبيانا، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام؛ فكانت خطبه ودروسه ملتقى للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حل به.
داعية متوقد الذهن، جياش العاطفة، عميق الإيمان، مرهف الإحساس، قوي العزم، شديد المراس، بليغ العبارة، يتأثر ويؤثر، حلو المعشر، رقيق القلب، كريم الطبع، يلمس هذا فيه كل من عاش معه، أو رافقه أو التقاه، فهو لا يحب التكلف، ويكره التعالم والتحذلق، يعيش الواقع بكل مشكلاته، ويتصدى للمعضلات، ويكشف الحقائق، ويدق ناقوس الخطر، ليحذر الأمة من الوقوع في المهالك والسقوط في الهاوية التي يقود إليها شياطين الإنس والجن في الشرق والغرب على حد سواء.
عُرف الشيخ بنصحه للمسلمين وترشيده لمسار الدعوة إلى الله عز وجل، وأطلق العنان للدعاة يوم كان مسئولا عن الدعوة في وزارة الأوقاف وتميز بتجديد أسلوب الدعوة إلى الإسلام، ومنهجها، والعناية بغاياتها الكبرى، والتبسيط لمبادئها وقيمها ورسالتها العالمية، وبيان مدى حيويتها وفاعليتها في إنقاذ المسلمين والبشرية قاطبة من آفات الضياع والانحراف.
عاش الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى هموم أمته، واستوعب قضايا عصره فكتب عن الاستبداد السياسي وحقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة، وأطماع وأحقاد الاستعمار، وبين حقيقة التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام، ونطق بكلمة الحق أمام السلطان الجائر، وتحمل البأساء والشدة شأن المصلحين في كل زمان ومكان.
عمل في الوظائف الدينية والخطابة والتدريس في الأزهر وغيره، وعيّن وكيلاً لوزارة الأوقاف المصرية، عمل بالمملكة العربية السعودية بجامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى سبع سنوات، وعمل في قطر، فساهم في بناء كلية الشريعة هناك، وفي الكويت كانت له لقاءات دورية أفاد بها كثيرا من المسلمين وعرفته المؤتمرات في أوربا وأمريكا وفي مشرقنا الإسلامي العريض، كما ذهب إلى الجزائر ليعمل مديرا لجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، كما عمل محاضرًا وأستاذًا زائرًا في معظم جامعات الدول العربية والإسلامية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية وناقشها، وترأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة.
للشيخ الغزالي أكثر من 50 كتاباً في مواضيع مختلفة ومتنوعة، في الفقه السياسي ومحاربة الأدواء والعلل، والرد على خصوم الإسلام، والعقيدة والدعوة والأخلاق، والتاريخ والتفسير والحديث أما المقالات فقد امتلأت بها الصحف والمجلات المصرية والعربية على السواء، فلم يدع حادثة ألمت بالمسلمين إلا وأشار إليها وبيَّن موقف الإسلام منها، وكثيرًا ما كانت هذه المقالات تثير غضب بعض الناس لأنها كانت تنطق بما يراه حقا، والتي يقول عنها الشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ : "وددت لو فرغت خواطري ومشاعري أولا بأول، حتى ألقى الله ولست كاتمًا لعلم أو لنصيحة"، كما تُرجمت كثير من كتبه   إلى الإنجليزية والفرنسية والأوردية وغيرها، فكانت محاضر دفاع عالية المستوى عن الإسلام ضد خصومه والمفترين عليه.
نشـأتــه
اسمه: محمد الغزالي بن أحمد السقا 
ولد الشيخ الغزالي في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر عامَ 1917م، الموافق للخامس من شهر ذي الحجة عام 1335 هـ، بقرية (نِكْلا العِنَب) التابعة لمركز (إيتاي البارود) بمحافظة (البحيرة).
اشتهر بالغزالي لأن والده كان شديد الإعجاب بالغزالي مؤلف الإحياء، وأنه تراءى له ذات ليلة، فأخبره بأنه سيتزوج وينجب غلاما، فسمَّى ابنه «محمدًا الغزالي» تيمُّنًا بصاحب الرؤيا، واهتمَّ به رعايةً وتنشئةً؛ فلم يكَد يشِبُّ عن الطَّوْق حتى عَهِد به إلى شيخ الكتَّاب، فعلَّمه الكتابةَ والخطَّ، ولقَّنه القرآن برواية حفص عن عاصم، فأتـمَّها وعمرُه عشرُ سنوات.
التحق بعدها بمعهد الإسكندرية الأزهري، فدَرَس به حتى حصل على الشهادة الثانوية في عام 1937م، وتأثر في هذه الفترة بالشيخين إبراهيم الغَرَباوي، وعبد العزيز بلال؛ إذ كانا ـ كما يقول الشيخ نفسه ـ يشتغلان بالتربية الرُّوحية والنفسية.
ثم كان لقاؤه بالأستاذ حسن البنا رحمه الله تعالى، ويحكي ذلك بنفسه فيقول: «كان ذلك أثناء دراستي الثانوية في المعهد بالإسكندرية، وكان من عادتي لزوم مسجد (سيدي عبد الرحمن)؛ حيث أقوم بمذاكرة دروسي، وذات مساء نهض شاب لا أعرفه يلقي على الناس موعظةً قصيرةً شرحًا للحديث الشريف: «اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، وكان حديثًا مؤثِّرًا يصل إلى القلب، ومنذ تلك الساعة توثقت علاقتي به..».
انتقل إلى القاهرة في عام 1937م طالبًا للعلم بكلية أصول الدين، فتلقى على أعلام الأزهر وجهابذته، فأخذ عن العلامة عبد العظيم الزُّرقاني، والإمام الأكبر محمود شَلْتوت، والدكتور محمد يوسف موسى، والعلامة محمد المدني، والشيخ محمد أبو زَهرة، وغيرهم. وبدأت كتاباته في مجلة «الإخوان المسلمين» وهو طالب بالسنة الثالثة، فطرِب القُرّاء لعباراته الجزلة، ومعانيه الدَّقيقة، وأدبه الرَّصين.
أتمَّ دراسته في كلية أصول الدين وحصَل على الإجازة العالية (الليسانس) عام 1941م، تخصَّص بعدها في الدَّعوة والإرشاد؛ فحصل على العالمية عام 1943م، وعمره ستة وعشرون عامًا، وقد تزوج وهو طالب بكلية أصول الدين ورزق بتسعة من الأولاد.
حياته العملية
وبعد تخرجه عمل إماماً وخطيباً في مسجد "العتبة الخضراء" ثم تدرج في الوظائف حيث صار مفتشاً في المساجد، ثم واعظاً بالأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديراً للمساجد، ثم مديراً للتدريب فمديراً للدعوة والإرشاد، وفي سنة 1971م منح صلاحيات وكيل الوزارة.
وخطب في الجامع الأزهر، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد الرفاعي، ومسجد مصطفى محمود، وغيرها، وخطبه تشهد بغيرته البالغة على الدين، وأنه لم يكن يخشى في الله لومة لائم.
درّس بكليات الشريعة وأصول الدين والدراسات العربية في الأزهر، وطوف العالم الإسلامي فعمل بالمملكة العربية السعودية بجامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى سبع سنوات، وعمل في قطر فساهم في بناء كلية الشريعة هناك، وفي الكويت كانت له لقاءات دورية أفاد بها كثيرا من المسلمين وعرفته المؤتمرات في أوربا وأمريكا وفي مشرقنا الإسلامي العريض، كما ذهب إلى الجزائر لإنشاء جامعة الأمير عبد القادر الجزائري في قسنطينة بالجزائر، وكان مديراً لها وأستاذاً فيها والتي بدأها بكلية واحدة في حين أنها الآن تضم كليات تنتظم الجزائر كلها، كما عمل محاضرًا وأستاذًا زائرًا في معظم جامعات الدول العربية والإسلامية، وحضر مئات الندوات والمؤتمرات العالمية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية وناقشها، وترأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة منذ سنة 1987م إلى أن وافاه الأجل.
وقد حبس الشيخ في معتقل الطور سنة 1949م حوالي سنة بسبب انتمائه للإخوان المسلمين، وقضى في سجن طرة عام 1965م فترة من الزمن بسبب أنه رفض الهجوم على الإخوان وقت محنتهم مع أنه تم فصله من الجماعة.
حاز الغزالي على تكريم كثير من الدول العربية والإسلامية، فحصل على جائزة الدولة التقديرية من جمهورية مصر العربية، وعلى أرفع وسام في موريتانيا، وأرفع وسام في الجزائر، وقطر، والسودان، وفي عام 1990م حصل على جائزة دولية من باكستان تقديرًا لجهوده في الدعوة الإسلامية، ومنحته ماليزيا وسامها الأول عام 1996، كما مُنِحَ جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام، وكانت أسباب منحه الجائزة لخدماته الجليلة في مجال الدعوة الإسلامية وفى مقدمتها جهوده في حقل الدعوة الإسلامية علميا وعمليا مما نتج عنه تكون مدرسة مميزة من الدعاة العاملين، وغزارة إنتاجه العلمي في خدمة الإسلام والمسلمين عقيدة وشريعة، حيث نشر له أكثر من أربعين كتابا، وعنايته بالتفسير الموضوعي للقرآن الكريم، ودعوته إلى الاعتدال بين الغالين في الدين والمفرطين فيه وجهاده الطويل في مقاومة الاتجاه العلماني والمادي ووقوفه ضد الزحف التنصيري.

الجرأة في الحق والجهاد الدائم بالكلمة والقلم
- تميز الشيخ بالجهاد بالكلمة والقلم، فقد كتب كتابه "الإسلام والزحف الأحمر" في وقت محنة عصيبة، ويحكي عن ذلك فيقول: "ولا بأس أن أقصَّ محنة مرت بي؛ فقد ألفت كتابي: الإسلام في وجه الزحف الأحمر خلال أيام عصيبة، كان صوت الشيوعية عاليا، وكان السلطان معها، وكان التجهم لها خرابًا للبيت، وطريقا إلى السجن، ونظرت إلى صحائف الكتاب في يدي قبل أن أدفع به إلى مطبعة بعيدة، وقلت: ربما كان موتي في هذا الكتاب! ولكن نفسي قالت لي: بئست الحياة أن تبقى بعد أن يموت دينك، فمضيت في طبع الكتاب، وليكن ما يكون!
وشاء الله أن يخرج الكتاب بعدما هوي الصنم، وأصيب أتباعه بنكسة موجعة! فحمدت الله أن ناصرت الحق في محنته، ثم لم أُصَبْ بأذى! وقررت أن أستمر في جهادي مستندًا إلى الله وحده" (كنوز من السنة، ص: 38-39، طبعة نهضة مصر).
- وعندما ظهر كتاب للأستاذ خالد محمد خالد بعنوان "من هنا نبدأ"، زعم فيه أن الإسلام دين لا دولة، ولا صلة له بأصول الحكم وأمور الدنيا، وقد أحدث الكتاب ضجة هائلة وصخبا واسعا على صفحات الجرائد، وهلل له الكارهون للإسلام، وأثنوا على مؤلفه، وقد تصدى الغزالي لصديقه خالد محمد خالد، وفند دعاوى كتابه في سلسلة مقالات، جُمعت بعد ذلك في كتاب تحت عنوان "من هنا نعلم".
ويقتضي الإنصاف أن نذكر أن الأستاذ خالد محمد خالد رجع عن كل سطر قاله في كتابه "من هنا نبدأ"، وألّف كتابا آخر تحت عنوان "دين ودولة"، مضى فيه مع كتاب الغزالي في كل حقائقه.

- وعندما طرح قانون جديد للأحوال الشخصية، في منتصف السبعينات، وفي عهد الرئيس السادات أراد تغيير قوانين الأحوال الشخصية، والجور على حقوق الرجل الشرعية، وتقييد تعدد الزوجات، فقام الشيخ يخطب منددًا بهذا المشروع، وقامت الجماهير بمظاهرات تطالب بإلغاء هذا القانون، مما كان سببا في حرمانه من الخطبة في مسجد عمرو بن العاص، ونقله إداريا إلى مسجد صلاح الدين.
ويروي الشيخ عن تلك الفترة العصيبة فيقول: "نقلت عنوة لمسجد صلاح الدين مع المنع من الخطبة، وعندما ذهبت للمسجد لم أجد مكانًا ولا حجرة يمكن أن أجلس فيها، فلم أجد سوى (سندرة) في حجرة خادم المسجد! افترشت أرضها وبدأت في كتابة بعض الكتب. وسرعان ما تركت مصر وذهبت للدعوة الإسلامية في السعودية، حيث عينت رئيسًا لقسم الدعوة وأصول الدين بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية".
- وقد أصدر الشيخ كتاب "التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام"، وقد ألفه على مضض؛ لأنه لا يريد إثارة التوتر بين المسلمين والنصارى، ولكن ألجأته الظروف إلى تسطيره ردًّا على كتاب أصدره أحد الأقباط، افترى فيه على الإسلام. وقد التزم الغزالي الحجة والبرهان في الرد، ولم يلجأ إلى الشدة والتعنيف، وأبان عن سماحة الإسلام في معاملة أهل الكتاب، وتعرض للحروب الصليبية وما جرّته على الشرق الإسلامي من شرور وويلات، وما قام به الأسبانيون في القضاء على المسلمين في الأندلس بأبشع الوسائل وأكثرها هولا دون وازع من خلق أو ضمير.

من جميل كلامه:

- إن الحكم الفردي كالمرأة الغيور لا يطيق رؤية العظماء، ولا يزن أقدار العلماء.
- حياتك أفكارك، سعادة الإنسان أو شقاوته أو قلقه أو سكينته تنبع من نفسه
- سمى الله القرآن الكريم ذكرًا، لأنه لا يجيء بتعاليم جديدة على الفطرة الأصيلة.
- إن ذكر الله ليس استحضارا لغائب؟ إنما هو حضورك أنت من غيبة، وإفاقتك أنت من غفلة!!
- إنما فسدت الرعية بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقلّ فساد الملوك خوفاً من إنكارهم.
- إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم.
- إن الدعاة الصادقين يخشون أشد الخشية أن يكونوا عبئاً على رسالتهم أو سبباً للتحول عنها.
- لله في دنيا الناس نفحات لا يظفر بخيرها إلا الأصفياء السمحاء.
- ليرتاح عقلك وقلبك، تأكد أنه لا يوجد خير في شيء أخذه الله منك.
- ثق تماماً بأن اليد الممتدة إلى الله لا تعود فارغة أبداً.

- ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم أعداء الوطن، يكفي أن تكون غبياً!
- يعجبني أن يواجه الإنسان هذي الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر وسماحة الخلق وسعة الاحتمال، بسمة ترى في الله عوضا عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود.
- إن أي علم يصرف المسلمين عن واقعهم وإطالة الفكر فيه والعمل له؛ إنما هو جهل فاعلم هذا جيداً.
- لحساب من يعلو صوت الإسلام في قضايا هامشية ويخفت خفوتا منكرا في قضايا أساسية؟
- الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن، فالحرية هي أساس الفضيلة.
- مهمة الدين إذا رأى عاثراً أن يعينه على النهوض، لا أن يتقدم للإجهاز عليه.
- ان وجهي ليسود حين أرى العمل يخرج من يد الكافر مجودا متقنا ويخرج من يد المسلم هزيلا مشوها.
- والأمة التي تستثقل أعباء الكفاح وتتضايق من مطالب الجهاد إنما تحفر لنفسها قبرها وتكتب على بنيها ذلاً لا ينتهي آخر الدهر.
- رسالة الاسلام هي ألا أحني جبهتي ولا صلبي ولا ضميري إلا لله وحده.
- لا تربية مع جهالة المرأة، وعزلها عن العلم والعبادة، ودعوات الخير، وشؤون المسلمين.
- الرجال يعرفون أيام الشدائد لا أيام الموائد.

- إن احترامي لك لا يعني بتاتًا أن أسلم بكل ما تقول، وتخطئتي لإنسان ما لا تعني أبدا أني أفضل منه.
- الاضطهاد لا يقتل الدعوات، بل يزيد جذورها عمقاً وفروعها امتداداً.
- الثورات يصنعها المثاليون وينفذها الفدائيون ويسرقها المرتزقة.
- ما زلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائيًا عندما تُريد الشعوب ذلك
- النية الصالحة روح كل عمل وبها ترسو الموازين كالجبال، أو تخف كالهباء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: إنما الأعمال بالنيات.
- قد رأيتُ في تجاربي أنّ الفرق بين تديّن الشكل وتديّن الموضوع؛ هو قسوة القلب أو رِقّته.
- البعض يخشى من ابتلاع قطرة ماء فتفسد عليه صيامه، ولا يخشى ابتلاع حقوق الناس فتفسد عليه آخرته.
- على قدر عظمة النعمة تكون بشاعة الجحود، وتكون صرامة العقاب.
- بعضنا قد يحيا متخلفا عن عصره ألف سنة، يخاصم فرقا بادت، ويناقش قضايا نسيت لا يحب الناس أن يسمعوا عنها جدا ولا هزلا، والإسلام لا يخدم بهذا.
- الحكم الاستبدادي تهديم للدين وتخريب للدنيا، فهو بلاء يصيب الإيمان والعمران جميعًا، وهو دخان مشئوم الظل تختنق الأرواح والأجسام في نطاقه حيث امتد؛ فلا سوق الفضائل والآداب تنشط، ولا سوق الزراعة والصناعة تروج.
- كل دعوة تحبب الفقر إلى الناس أو ترضيهم بالدون من المعيشة أو تقنعهم بالهوان في الحياة أو تصبرهم على قبول البخس والفقر والرضا بالدنية فهي دعوة فاجرة يراد بها التمكين للظلم الاجتماعي وإرهاق الجماهير الكادحة في خدمة فرد أو أفراد وهي قبل ذلك كذب على الإسلام.
- أكره أصحاب الغلظة والشراسة، لو كان أحدهم تاجرا واحتجت إلى سلعة عنده ما ذهبت إلى دكانه، ولو كان موظفا ولي عنده مصلحة ما ذهبت إلى ديوانه، لكن البلية العظمى أن يكون إمام صلاة أو خطيب جمعة أو مشتغلاً بالدعوة، إنه يكون فتنة متحركة متجددة يصعب فيها العزاء.
- التدين المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ.
- إذا أردت أن تغير وضعًا خاطئًا فعليك بتجهيز البديل أولًا قبل أن تبادر بتغيير هذا الوضع.
مؤلفاته:
للشيخ الغزالي أكثر من 50 كتاباً في مواضيع مختلفة، ولقد ترجم الكثير من هذه المؤلفات القيمة إلى العديد من اللغات كالإنجليزية والتركية والفارسية والأوردية والإندونيسية وغيرها، وهذه قائمة بمؤلفاته التي طبعت أكثر من مرة في مصر وخارجها:
1- الإسلام والأوضاع الاقتصادية
كانت الطبعة الأولى من الكتاب عام 1947، وهو أول ما صدر للشيخ الغزالي من كتب.
2- الإسلام والمناهج الاشتراكية.
3- الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين.
4- الإسلام والاستبداد السياسي.
وأصل الكتاب محاضرات ألقاها الغزالي في معتقل الطور عام 1951. ونشر بعضها فيما بعد في بعض المجلات لم تجمع في كتاب إلا بعد بضع عشرة سنة.
5- من هنا نعلم.
وفي هذا الكتاب يرد الشيخ الغزالي على كتاب "من هنا نبدأ" للأستاذ خالد محمد خالد.
6- تأملات في الدين والحياة.
7- عقيدة المسلم.
8- خلق المسلم.
9- التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام: دحض شبهات ورد مفتريات.
قام أحد المسؤولين المسيحيين بالطعن في الإسلام فتصدى له الغزالي في ذلك الوقت العصيب، فكان هذا الكتاب. وقد تعهد الشيخ بعدم ذكر اسم الطاعن حتى يموت في مهده.
10- فقه السيرة
 كتب الشيخ هذا الكتاب وهو دامع العين جياش المشاعر، وقد كتب معظمه في الروضة الشريفة في المسجد النبوي، وبعضه في مكة أمام الحرم.

11- في موكب الدعوة.
12- ظلام من الغرب.
والكتاب رد على "المستشرقين المصريين" الذين ولدوا في بلادنا لكن عقولهم تربت في الغرب، فهم أعداء للعروبة والإسلام وسفراء للغرب.
13- جدد حياتك.
هذا الكتاب هو محاولة إنارة الطريق لمن يحب أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، وهو مقارنة بين تعاليم الإسلام وبين أصدق وأنظف ما وصلت إليه حضارة الغرب في أدب النفس والسلوك، وهو محاولة لرد كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للعلامة "ديل كارينجي" إلى أصوله الإسلامية.
14- ليس من الإسلام.
15- الثقافة الإسلامية كتب مشاركة مع الأستاذ عبد الرحمن حبنكة الميداني.
16- من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث.
17- كيف نفهم الإسلام.
18- الاستعمار أحقاد وأطماع.
19- نظرات في القرآن.
20- مع الله: دراسات في الدعوة والدعاة.

21- معركة المصحف في العالم الإسلامي.
22- كفاح دين
23-الإسلام والطاقات المعطلة
24- حقوق الإنسان: بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة
25- خطب الشيخ محمد الغزالي
26- نظرة على واقعنا الإسلامي في مطلع القرن الخامس عشر الهجري.
27- هذا ديننا.
28- الخديعة: حقيقة القومية وأسطورة البعث العربي.
29- الجانب العاطفي من الإسلام.
30- عالمية الرسالة بين النظرية والتطبيق.
31- دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين
32- ركائز الإيمان بين العقل والقلب.
33- حصاد الغرور.
34- الإسلام في وجه الزحف الأحمر.
35- قذائف الحق.
36- أزمة الشورى في المجتمعات العربية والإسلامية
37- فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء
38- دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين
39- مشكلات في طريق الحياة الإسلامية
40- هموم داعية

41- مائة سؤال عن الإسلام.
42- علل وأدوية.
43- مستقبل الإسلام خارج أرضه. كيف نفكر فيه؟
44- قصة حياة: مقتطفات من مذكرات الشيخ.
45- سر تأخر العرب والمسلمين.
46- الطريق من هنا.
47- جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج.
48- الحق المر.
49- الغزو الثقافي يمتد في فراغنا.
50- المحاور الخمسة للقرآن الكريم.

51- السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.
52- قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة.
53- تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل.
54- كيف نتعامل مع القرآن الكريم.
55- صيحة تحذير من دعاة التنصير.
56- نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم.
57- من كنوز السنة.
وفاته
توفي الشيخ الغزالي مساء يوم السبت 19 من شوال لعام 1416ﻫ، الموافق 9 من مارس عام 1996م، حيث وافاه الأجل وهو يؤدي واجبه في الدعوة إلى الله تعالى، وذلك أثناء مشاركته في مؤتمر حول: «الإسلام وتحديات العصر» بمدينة الرياض، وفي اليوم الرابع من ذلك المؤتمر ألمت به وعكة نقل على إثرها إلى المستشفى ففاضت روحه الطاهرة في الرياض، ونقل جثمانه إلى المدينة المنورة ليدفن في البقيع بناء على وصيته، قريبا من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم اغفر للشيخ الغزالي وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى، وتقبله في عبادك المخلصين، واجزه خير ما تجزي به الأئمة الصادقين.

www.islamweb.net