في تعليق لمذيعة قناة روسيا اليوم على المجازر الإسرائيلية في غزة.. قالت المذيعة الروسية:
قبل يومين فقط أطلقت إسرائيل عملية أطلق عليها "الجرف الصامد" ضد غزة، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، ولكن على الرغم من الأهوال على أرض الواقع يبدو أن وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية تفضل نقل جانب واحد من القصة.. دعونا نلقي نظرة على هذا..
قامت المذيعة بنقل تعليقات بعض الصحف الرسمية الرئيسية في أمريكا على المذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين وبحق سكان غزة ونشرت عناوين هذه الصحف والتي جاءت كالتالي:
على صحيفة وول ستريت جورنال كانت العناوين: اعتراض الدفاع الجوي الإسرائيلي المزيد من الصواريخ مع استمرار القتال.
لوس أنجيلوس تايمز كتبت: الصواريخ الفلسطينية تصل أبعد في إسرائيل.
وأخيرا النيويورك تايمز تجعل الأمر يبدو وكأنه يوجد تساوي في القوة بين الطرفين فتكتب ببساطة: إسرائيل وحماس تتبادلان إطلاق النار".
أبواق الحكومة الأمريكية:
قالت المذيعة: على أي حال لم أكن أتوقع غير هذا من أجهزة الإعلام التي تعمل كأبواق لحكومة الولايات المتحدة، ولكن دعونا نستمع إلى الطريقة التي ينظر بها البيت الأبيض إلى ما يجرى:
ثم عرضت مقطعا للمتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي جوش إيرنز (Josh Earens ) يقول فيه تعليقا على المهزلة الإسرائيلية:
نحن ندين بشدة "استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتعمد استهداف المدنيين من قبل المنظمات الإرهابية في غزة"، لا يوجد بلد يمكن أن تقبل بإطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين.
نحن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات الشرسة.. في نفس الوقت نحن نقدر خطاب نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال فيه علنا: إنه سيتصرف مع الموضوع بمسئولية" اهـ.
وعلقت المذيعة على الجملة الأخيرة " سيتصرف بمسئولية" قائلة:
لحظة.. لابد أنني من كوكب آخر، لأنه بالنسبة لي فإن العقاب الجماعي لشعب بأكمله ليس تصرفا بمسئولية..
ولكن.. ما هي الحقيقة على أرض الواقع؟
فقط في الـ 24 ساعة الماضية شنت القوات الإسرائيلية ضربات جوية بلغت 160 غارة في قطاع غزة وفقا للجيش الإسرائيلي، وتم قصف 550 موقعا.. وللعلم فإن غزة أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم، ففي هذه الرقعة البسيطة يعيش أكثر من مليون شخص (قرابة مليون ونصف إنسان) بمعنى أن أي ضربة جوية تجرى في المنطقة فإنه يكاد يكون من المؤكد سقوط قتلى من المدنيين، وحتى وقت هذا البث، فقد قتل القصف 53 فلسطينا مدنيا على الأقل [هذا بعد يومين فقط من بداية الهجوم]. منهم ثمانية أطفال وامرأة في الـ 80 من العمر، ووفقا لوزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني فقد دمر حتى الآن أكثر من 50 منزلا وتضرر أكثر من 1700 أخرى.
ومن هنا عندما يتحدث الجيش الإسرائيلي عن استهداف حماس وهي الحكومة المسيطة على زمام الأمور في غزة فإن استهدافها يعني استهداف أي مبنى حكومي أو مبنى للخدمات الاجتماعية بالنسبة للفلسطينيين.
إذا.. عندما تتحدث حكومة الولايات المتحدة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها فذاك يعني تماما المزيد من القتلى في غزة مع العلم أنه حتى الآن (وقت إذاعة البرنامج) ليس هناك حالة وفاة إسرائيلية واجة بسبب صواريخ حماس.
ثم قالت المذيعة أنا لا أدعم استخدام القوة المميتة من كلا الطرفين، ولكن من المهم عدم تصوير ما يحدث على أنه دورة من العنف المتبادل بين طرفين متكافئين.. فالحقيقة أن أحد هذين الطرفين هو محتل غاصب، والآخر هو شعب تحت الاحتلال.
ولا ننسى ما قالة "ميكو بيليد" ابن الجنرال الإسرائيلي بالأمس: "أمام الفلسطينيين في الأراضي المحتلة خياران فقط: الاستسلام بشكل كامل ..... أو المقاومة".
ويبدو أن الفلسطينيين قد اختاروا الخيار الثاني فالمقاومة هو ما نراه الآن.
ختمت المذيعة الكلام بقولها: لم يعد من المحتمل أن نرى الفلسطينيين يفقدون أسرهم وأرواحهم في كل مرة تقدم إسرائيل على جريمة ضد أبرياء يعيشون في سجن محاصر حتى هواؤه الطلق.
لذا عندما نسمع أن تدمير المنازل، والاعتقالات والقصف هو "تصرف بمسئولية"!! نضطر أن نتساءل بكل جد: "كم من الناس يجب أن يموتوا لتعريف "عدم المسؤولية".