الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو عمرو الصغير

                                                                                      هو الحافظ الإمام الرحال أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري النحوي ، ويعرف بالصغير .

                                                                                      قال الخليلي : هو نيسابوري حافظ . سمع أبا يعلى الموصلي ، وحامد بن شعيب ، وابن قتيبة العسقلاني .

                                                                                      قلت : وأبا القاسم البغوي ، وعبد الله بن شيرويه صاحب إسحاق ، وإمام الأئمة ابن خزيمة ، وأبا عروبة الحراني ، وابن أبي داود ، وطبقتهم .

                                                                                      ولد سنة تسع وثمانين ومائتين .

                                                                                      وذكره الحاكم ، وقال : لقد كان كثيرا في العلوم والعدالة ؛ لأنهما كانا أبوي عمرو ، ولا يزايلان مجلس ابن خزيمة ، وهذا الأصغر ، فكان ابن خزيمة يقول : أبو عمرو الصغير ، فبقي عليه . رحل به أبو علي الحافظ إلى العراق والجزيرة والشام ، إلى أن قال : وتوفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة .

                                                                                      [ ص: 50 ] قلت : هو من شيوخ الحاكم . قال الخليلي : سمعت الحاكم يقول : كان فقيها ، أديبا ، ورعا ، صاحب حديث ، وهو كبير كبير ، فإني سمعت أحمد بن محمد ، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : قلت لأبي ، وسألته عن إبراهيم بن موسى الرازي الصغير فقال : يا بني ، لا تقل : صغير ، هو كبير ، هو كبير ، هو كبير . ثم قال الحاكم : هذا مثل ضربته لأبي عمرو . ثم قال الخليلي : مات سنة نيف وستين وثلاث مائة .

                                                                                      قلت : بل الصحيح ما تقدم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية