الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو جعفر الترمذي

                                                                                      هو : الإمام ، العلامة ، شيخ الشافعية بالعراق في وقته ، أبو جعفر ، [ ص: 546 ] محمد بن أحمد بن نصر الترمذي الشافعي الزاهد .

                                                                                      ولد سنة إحدى ومائتين .

                                                                                      وارتحل ، وسمع : يحيى بن بكير ، ويوسف بن عدي ، وإسحاق بن إبراهيم الصيني ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وعبيد الله القواريري .

                                                                                      وتفقه بأصحاب الشافعي ، وله وجه في المذهب .

                                                                                      حدث عنه : أحمد بن كامل ، وابن قانع ، وأبو بكر بن خلاد ، وأبو القاسم الطبراني ، وعدة .

                                                                                      قال الدارقطني : ثقة مأمون ناسك .

                                                                                      وذكر إبراهيم بن السري الزجاج : أنه كان يجرى على أبي جعفر في الشهر أربعة دراهم ، يتقوت بها . قال : وكان لا يسأل أحدا شيئا .

                                                                                      وقال محمد بن موسى البربري : أخبرني أبو جعفر أنه تقوت بضعة عشر يوما بخمس حبات ، قال : ولم أكن أملك غيرها ، أخذت بها لفتا .

                                                                                      ونقل الشيخ محيي الدين النووي : أن أبا جعفر جزم بطهارة شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب .

                                                                                      قلت : يتعين على كل مسلم القطع بطهارة ذلك ، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- لما حلق رأسه ، فرق شعره المطهر على أصحابه ، إكراما لهم بذلك . [ ص: 547 ] فوالهفي على تقبيل شعرة منها .

                                                                                      قال والد أبي حفص بن شاهين : حضرت أبا جعفر ، فسئل عن حديث النزول فقال : النزول معقول ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة .

                                                                                      قال أحمد بن كامل القاضي : لم يكن للشافعية بالعراق أرأس ، ولا أورع ، ولا أنقل من أبي جعفر الترمذي .

                                                                                      قلت : توفي في المحرم ، سنة خمس وتسعين ومائتين وقيل : إنه اختلط بأخرة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية