الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      شيبان ( ع )

                                                                                      ابن عبد الرحمن النحوي ، الإمام الحافظ الثقة أبو معاوية التميمي ، مولاهم النحوي البصري المؤدب ، نزيل الكوفة ، ثم بغداد .

                                                                                      روى عن : الحسن البصري -وذلك في مسلم - وعن يحيى بن أبي كثير ، وزياد بن علاقة ، وقتادة ، وأشعث بن أبي الشعثاء ، وسماك بن حرب ، ومنصور ، وعاصم بن بهدلة ، وهلال الوزان ، وثابت ، وعبد الملك بن عمير ، وخلق .

                                                                                      وعنه : أبو حنيفة -وهو من أقرانه- وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو داود ، [ ص: 407 ] وعبيد الله بن موسى ، ومعاوية بن هشام ، ويحيى بن أبي بكير ، وآدم بن أبي إياس ، وأسد بن موسى ، وسعد بن حفص الضخم ، وأبو نعيم ، ومحمد بن سابق ، وعلي بن الجعد ، وخلق كثير .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : ما أقرب حديثه . وقال الأثرم : قلت لأبي عبد الله : كان هشام الدستوائي أكبر عندك من شيبان ؟ قال : هشام أرفع ، هشام حافظ ، وشيبان صاحب كتاب . قيل : فحرب بن شداد ؟ قال : لا بأس به ، وشيبان أرفع هؤلاء عندي ، شيبان صاحب كتاب صحيح قد روى شيبان عن الناس فحديثه صالح .

                                                                                      وقال صالح بن أحمد ، عن أبيه : شيبان ثبت في كل المشايخ . قال أبو القاسم البغوي : شيبان أثبت في حديث يحيى بن أبي كثير من الأوزاعي .

                                                                                      وقال عباس ، عن يحيى : شيبان أحب إلى من معمر في قتادة وقال عثمان بن سعيد : قلت ليحيى : شيبان ما حاله في الأعمش ؟ فقال ثقة في كل شيء وقال يعقوب بن شيبة : شيبان صاحب حروف وقراءات ، مشهور بذلك ، كان يحيى بن معين يوثقه وقال أبو حاتم : حسن الحديث ، صالح الحديث ، يكتب حديثه وقال ابن سعد ، وأحمد العجلي ، والنسائي : ثقة .

                                                                                      وقال ابن خراش : صدوق [ ص: 408 ] وقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري : شيبان النحوي نسب إلى بطن يقال لهم : بنو نحو ، وهم بنو نحو بن شمس -بضم الشين- بطن من الأزد . وذكر ابن أبي رواد ، وأبو الحسين بن المنادي : أن المنسوب إلى القبيلة يزيد بن أبي سعيد النحوي ، لا شيبان النحوي ، وهو أشبه ; لأنه تميمي لا أزدي .

                                                                                      وقد وقع لي من عواليه حديث ، سقته في أخبار شعبة .

                                                                                      وأجاز لنا جماعة سمعوا ابن طبرزد : أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، حدثنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا أحمد بن محمد البرتي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنودي بالصلاة جامعة ، فركع ركعتين بسجدة ، ثم قام فركع ركعتين بسجدة ، ثم جلس حتى جلي عن الشمس ، فقالت عائشة : ما سجد سجودا قط ، ولا ركع ركوعا قط أطول منه .

                                                                                      قلت : قول أبي حاتم فيه : لا يحتج به ، ليس بجيد .

                                                                                      قال ابن سعد وغيره : مات شيبان في خلافة المهدي ، سنة أربع وستين ومائة وكذا قال يعقوب السدوسي ، ومطين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية