الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      فليح بن سليمان ( ع )

                                                                                      ابن أبي المغيرة ، واسم جده : رافع ، أو نافع بن حنين الخزاعي [ ص: 352 ] ، ويقال : الأسلمي المدني الحافظ ، أحد أئمة الأثر .

                                                                                      من موالي آل زيد بن الخطاب ، واسم مليح : عبد الملك ، وقد غلب عليه اللقب حتى جهل الاسم .

                                                                                      ولد في آخر أيام الصحابة ، وهو أسن من مالك بقليل .

                                                                                      حدث عن : ضمرة بن سعيد ، وسعيد بن الحارث الأنصاري ، ونافع ، والزهري ، ونعيم المجمر ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وهلال بن أبي ميمونة ، وعباس بن سهل بن سعد ، وربيعة الرأي ، وصالح بن عجلان ، وأبي طوالة ، وسهيل بن أبي صالح ، وهشام بن عروة ، وأبي حازم الأعرج ، وعثمان بن عبد الرحمن التيمي ، وسالم أبي النضر ، وزيد بن أسلم ، وأيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة ، وعدة .

                                                                                      وعنه : ابن المبارك ، وابن وهب ، وأبو داود الطيالسي ، ويونس بن محمد المؤدب ، وأبو عامر العقدي ، وأبو تميلة المروزي ، وزيد بن الحباب ، وعثمان بن عمر بن فارس ، والهيثم بن جميل ، وشريح بن النعمان ، ومحمد بن سنان العوقي ، والمعافى بن سليمان ، ومحمد بن أبان الواسطي ، ومحمد بن بكار بن الريان ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ويحيى الوحاظي ، وأبو الربيع الزهراني ، وخلق كثير .

                                                                                      وروى عنه من شيوخه : زيد بن أبي أنيسة ، وزياد بن سعد -وهو أكبر منه- وحديثه في الأصول الستة استقلالا ومتابعة ، وغيره أقوى منه . [ ص: 353 ]

                                                                                      روى عثمان بن سعيد ، عن يحيى بن معين : ضعيف ، ما أقربه من أبي أويس .

                                                                                      وروى عباس ، عن يحيى : ليس بقوي ، ولا يحتج به ، هو دون الدراوردي ، والدراوردي أثبت منه .

                                                                                      وقال أبو حاتم : ليس بالقوي .

                                                                                      وقال أبو داود : بلغني عن يحيى بن معين أنه كان يقشعر من أحاديث فليح بن سليمان .

                                                                                      وقال أبو حاتم : سمعت معاوية بن صالح ، سمعت يحيى بن معين يقول : فليح بن سليمان ليس بثقة ، ولا ابنه . ثم قال أبو حاتم : كان ابن معين يحمل على محمد بن فليح .

                                                                                      وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن معين ، قال : ثلاثة يتقى حديثهم : محمد بن طلحة بن مصرف ، وأيوب بن عتبة ، وفليح بن سليمان . قلت ليحيى : ممن سمعت هذا ؟ قال : من مظفر بن مدرك ، كنت آخذ عنه هذا الشأن .

                                                                                      وقال أبو داود : لا يحتج بفليح .

                                                                                      وقال زكريا الساجي : يهم ، وإن كان من أهل الصدق .

                                                                                      وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود : قال يحيى بن معين : عاصم بن عبيد الله ، وابن عقيل ، وفليح ، لا يحتج بحديثهم . قال : صدق .

                                                                                      وقال النسائي . فليح ضعيف ، وقال مرة : ليس بالقوي . [ ص: 354 ]

                                                                                      وقال ابن عدي : هذا عندي لا بأس به ، قد اعتمده البخاري في " صحاحه " وله أحاديث صالحة ، روى عن نافع ، عن ابن عمر نسخة .

                                                                                      ويروي عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة أحاديث ويروي عن سائر الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب ، وقد روى عنه زيد بن أبي أنيسة .

                                                                                      قلت : لم يرحل في الحديث .

                                                                                      ومن أفراده : عن ابن طوالة ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال :

                                                                                      قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله ، لا يستعمله إلا ليصيب به عرضا من الدنيا ، لم يجد عرف الجنة رواه أبو داود .

                                                                                      قال الدارقطني : يختلفون في فليح ، ولا بأس به .

                                                                                      وقال الساجي : أصعب ما رمي به ، ما ذكر عن ابن معين ، عن أبي كامل ،

                                                                                      قال : كنا نتهمه ; لأنه كان يتناول من الصحابة وقال سعيد بن منصور : مات سنة ثمان وستين ومائة .

                                                                                      أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن المطهر التميمي ، بسفح قاسيون ، سنة أربع وتسعين عن عبد المعز بن محمد ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، [ ص: 355 ] حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا فليح ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة : أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل حجة الوداع ، في يوم النحر ، في رهط يؤذن في الناس : أن لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان صحيح غريب ، أخرجه البخاري عن أبي الربيع ، فوافقناه بعلو .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية