الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      همام بن يحيى ( ع )

                                                                                      ابن دينار ، الإمام الحافظ الصدوق الحجة أبو بكر ، وأبو عبد الله

                                                                                      العوذي ، [ ص: 297 ] المحلمي ، البصري . وبنو عوذ : بطن من الأزد ، وهو من مواليهم ، وكان أبوه قصابا بالبصرة .

                                                                                      ولد بعد الثمانين . وحدث عن : الحسن ، وأنس بن سيرين ، وعطاء بن أبي رباح ، ونافع مولى ابن عمر ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبي جمرة الضبعي ، وأبي عمران الجوني ، وأبي التياح ، وثابت البناني ، وعلي بن زيد ، وقتادة ، وزيد بن أسلم ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وابن جحادة ، وشقيق أبي ليث ، ومطر الوراق ، وخلق ، وينزل إلى زياد بن سعد ، وإلى سفيان بن عيينة ; وذلك في أبي داود والنسائي .

                                                                                      حدث عنه : سفيان الثوري ، مع تقدمه ، وابن المبارك ، وابن علية ، ووكيع ، ويزيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو علي الحنفي ، والمقرئ ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وأبو نعيم ، ومحمد بن سنان العوقي ، وأبو الوليد الطيالسي ، وعفان ، وعمرو بن عاصم ، وحبان بن هلال ، وحجاج بن منهال ، وأبو داود ، ومسلم بن إبراهيم ، وعلي بن الجعد ، وأبو سلمة التبوذكي ، وشيبان بن فروخ ، وهدبة بن خالد ، وسهل بن بكار ، ومحمد بن كثير العبدي ، وأبو عمر الحوضي ، وخلق سواهم .

                                                                                      أخبرنا ابن عساكر ، أنبأنا أبو روح ، أنبأنا تميم ، أنبأنا أبو سعد ، أنبأنا أبو عمرو الحيري ، أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا هدبة ، حدثنا همام ، حدثنا أبو جمرة الضبعي ، عن أبي بكر ، عن أبيه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من صلى البردين ، دخل الجنة "

                                                                                      [ ص: 298 ] روى عمر بن شبة ، عن عفان ، قال : كان يحيى بن سعيد يعترض على همام في كثير من حديثه ، فلما قدم معاذ بن هشام ، نظرنا في كتبه ، فوجدناه يوافق هماما في كثير مما كان يحيى ينكره ، فكف يحيى بعد عنه .

                                                                                      وقال يزيد بن هارون : كان همام قويا في الحديث . وروى صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه قال : همام ثبت في كل المشايخ .

                                                                                      وقال الأثرم : قلت لأبي عبد الله : همام أيش تقول فيه ؟ فقال : كان عبد الرحمن يرضاه .

                                                                                      أحمد بن حنبل : عن ابن مهدي ، قال : همام عندي في الصدق مثل ابن أبي عروبة ، ثم قال أحمد : همام ثقة ، وهو أثبت من أبان في يحيى بن أبي كثير .

                                                                                      وقال ابن معين : كان يحيى بن سعيد يروي عن أبان العطار ، ولا يروي عن همام ، وكان همام أفضل عندنا .

                                                                                      وروى الحسين بن الحسن الرازي ، عن ابن معين : ثقة صالح ، وهو في قتادة أحب إلي من حماد بن سلمة .

                                                                                      وروى أحمد بن زهير ، عن يحيى ، قال : همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة ، همام ، ثم أبو عوانة ، ثم أبان ، ثم حماد بن سلمة .

                                                                                      وقال علي بن المديني في أصحاب قتادة : كان هشام أرواهم عنه ، [ ص: 299 ] وكان سعيد أعلمهم به ، وكان شعبة أعلمهم بما سمع قتادة ، وما لم يسمع ، ولم يكن همام عندي بدون القوم في قتادة ، ولم يكن ليحيى بن سعيد رأي فيه ، وكان عبد الرحمن حسن الرأي فيه .

                                                                                      عمر بن شبة : حدثنا الفلاس ، قال : حدث ابن أبي عدي ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة بحديث ، فأنكره يحيى بن سعيد ، وقال : لم يصنع ابن أبي عروبة شيئا . فقال عفان - وكان حاضرا - : حدثنا همام ، عن قتادة ، فسكت يحيى ، فعجبنا من يحيى حيث يحدثه ابن أبي عدي عن سعيد فينكره ، وحيث حدثه عفان عن همام فسكت .

                                                                                      قلت : هذا يدل على أن يحيى تغير رأيه بأخرة في همام ، أو أنه لما رأى اتفاقهما على حديث اطمأن .

                                                                                      أبو الوليد وحبان : أن هماما قال : إني لأستحيي من الله أن أنظر في الكتاب ، وأحفظ الحديث لكي أحدث الناس .

                                                                                      وقال أحمد بن أبي خيثمة : قال ابن مهدي : ظلم يحيى بن سعيد هماما ، لم يكن له به علم ، ولم يجالسه ، فقال فيه .

                                                                                      قال محمد بن عبد الله بن عمار : سمعت يحيى القطان يقول : ألا تعجب من عبد الرحمن يقول : من فاته شعبة ، سمع من همام . وكان يحيى لا يعبأ بهمام .

                                                                                      وقال أحمد : قال ابن مهدي : ذكر يحيى بن سعيد عاصم بن سعيد الذي روى عنه قتادة ، فقال يحيى - كأنه يحمل على همام - : قد أدخل بين قتادة وبين سعيد . قال : فجعل عبد الرحمن يضحك .

                                                                                      قال إبراهيم بن عرعرة ليحيى : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، فقال له : اسكت ويحك . [ ص: 300 ] قال عمرو بن علي : الأثبات من أصحاب قتادة : سعيد ، وهشام ، وشعبة ، وهمام .

                                                                                      وقال ابن عدي : أخبرني إسحاق بن يوسف - أظنه عن عبد الله بن أحمد - عن أبيه ، قال : شهد يحيى بن سعيد في حداثته شهادة - وكان همام على العدالة - يعني فلم يعدل يحيى ، فتكلم فيه يحيى لهذا .

                                                                                      قال عبد الله بن المبارك : همام ثبت في قتادة . وقال محمد بن المنهال : سمعت يزيد بن زريع يقول : همام حفظه رديء ، وكتابه صالح . وقال ابن سعد : ثقة ، ربما غلط . وقال أبو زرعة : لا بأس بهمام . وقال ابن أبي حاتم : سئل أبي عن همام وأبان ، قال : همام أحب إلي ما حدث من كتابه ، وإذا حدث من حفظه ، تقاربا في الحفظ والغلط . وقال أيضا : سألت أبي عن همام ، فقال : ثقة صدوق ، في حفظه شيء ، وهو في قتادة أحب إلي من حماد بن سلمة وأبان .

                                                                                      قال عفان ، عن همام : إذا رأيتم في حديثي لحنا ، فقوموه ، فإن قتادة كان لا يلحن .

                                                                                      قال الحافظ عبد الله بن عدي : وهمام أشهر وأصدق من أن يذكر له حديث ، وأحاديثه مستقيمة عن قتادة ، وهو مقدم في يحيى بن أبي كثير . وقع لنا حديث همام عاليا في " صفة النفاق " للفريابي وقد أوردته [ ص: 301 ] في أماكن ، وهمام ممن جاوز القنطرة ، واحتج به أرباب الصحاح .

                                                                                      روى البخاري ، عن محمد بن محبوب : وفاته في سنة ثلاث وستين ومائة وقال ابن حبان : مات في رمضان سنة أربع وستين وقال شريح بن النعمان : قدمت البصرة سنة أربع أو خمس وستين -شك- فقيل لي : مات همام منذ جمعة أو جمعتين .

                                                                                      أخبرنا محمد بن المطهر ، أنبأنا عبد المعز بن محمد ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد ، أنبأنا أبو سعد ، أنبأنا ابن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا هدبة ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشرب قائما ، أو نحو ذاك رواه مسلم عن هدبة بن خالد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية