الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 370 ] 36 - قالوا : حديث يبطله النظر

        الأجر في مباضعة الرجل أهله

        قالوا : رويتم أن أبا ذر قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مباضعة الرجل أهله يلذ يا رسول الله ويؤجر ؟ قال : أرأيت لو وضعته في حرام ألست تأثم ؟ قال : نعم ، قال : فكذلك تؤجر في وضعك إياه في الحلال .

        قالوا : والوضع في الحرام معصية والوضع في الحلال إباحة ، فكيف يجوز أن يؤجر في الإباحة ؟ ولو جاز هذا لجاز أن يؤجر على أكل الطعام إذا جاع ، وعلى شرب الماء إذا عطش ، وكيف يقول هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم الخلق بالكلام وبما يجوز وبما لا يجوز ؟

        قال أبو محمد : ونحن نقول : إن الرجل قد تكون له المرأة العجوز أو القبيحة فتطمح نفسه إلى غيرها من الحرام ، وهو له معترض وممكن ، فيدعه طاعة لله - عز وجل - فيكون في إتيان الحلال - وهو له غير مشته - مأجورا ، وتكون له المرأتان إحداهما سوداء شوهاء والأخرى بيضاء حسناء ، [ ص: 371 ] فيسوي بينهما وهو في الواحدة منهما راغب ، ولما يأتيه إلى الأخرى متجشم فيؤجر في ذلك .

        ولو أن رجلا أكل خبز الشعير الحلال وترك النقي الحرام وهو يقدر عليه ، كان عند الناس مأجورا على أكل خبز الشعير ، بل لو قال قائل : إن المؤمن مأجور على أكله وشربه وجماعه مع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن المؤمن ليؤجر في كل شيء حتى في رفع اللقمة إلى فيه ، ما كان فيما أرى إلا مصيبا .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية