الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء

                                                                                                          53 حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح حدثنا عبد الله بن وهب عن زيد بن حباب عن أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خرقة ينشف بها بعد الوضوء قال أبو عيسى حديث عائشة ليس بالقائم ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء وأبو معاذ يقولون هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل الحديث قال وفي الباب عن معاذ بن جبل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في المنديل بعد الوضوء ) قال في القاموس : المنديل بالكسر والفتح ، وكمنبر الذي يتمسح به وتمندل به وتمندل تمسح . انتهى . أي باب استعمال المنديل بعد الوضوء لتنشيف الماء .

                                                                                                          قوله ( حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ) أبو محمد الرواس الكوفي كان صدوقا إلا أنه ابتلي بوراقه . فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه كذا في التقريب ( عن أبي معاذ ) اسمه سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل الحديث كما صرح به الترمذي فيما بعده .

                                                                                                          قوله : ( كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خرقة ينشف بها بعد الوضوء ) من التنشيف ، قال [ ص: 144 ] الجزري في النهاية : أصل النشف دخول الماء في الأرض والثوب ، يقال نشفت الأرض الماء تنشفه نشفا شربته ، ونشف الثوب العرق وتنشفه ، وأرض نشفة ، ومنه الحديث : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم نشافة ينشف بها غسالة وجهه ؛ يعني منديلا يمسح بها وضوءه . انتهى ، وقال في القاموس : نشف الثوب العرق كسمع ونصر شربه ، والحوض الماء شربه كتنشفه ، وقال فيه نشف الماء تنشيفا أخذه بخرقة ونحوها . انتهى ، والحديث دليل جواز التنشيف بعد الوضوء لكنه حديث ضعيف .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن معاذ بن جبل ) أخرجه الترمذي في هذا الباب .

                                                                                                          قلت : وفي الباب أحاديث أخرى فمنها حديث الوضين بن عطاء أخرجه ابن ماجه عن محفوظ بن علقمة عن سلمان : أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فقلب جبة صوف كانت عليه فمسح بها وجهه ، وهذا ضعيف عند جماعة ، ومنها حديث أبي بكر كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خرقة يتنشف بها بعد الوضوء ، أخرجه البيهقي وقال : إسناده غير قوي .

                                                                                                          ومنها حديث أنس مثله وأعله .

                                                                                                          ومنها حديث أبي مريم إياس بن جعفر عن فلان رجل من الصحابة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له منديل أو خرقة يمسح بها وجهه إذا توضأ . أخرجه النسائي في الكنى بسند صحيح .

                                                                                                          ومنها حديث منيب بن مدرك المكي الأزدي قال : رأيت جارية تحمل وضوءا ومنديلا فأخذ صلى الله عليه وسلم الماء فتوضأ ومسح بالمنديل وجهه . أسنده الإمام مغلطاي في شرحه كذا في عمدة القاري شرح البخاري للعيني .

                                                                                                          قلت : هذه الأحاديث كلها ضعيفة إلا حديث أبي مريم عن رجل من الصحابة ، فقال العيني : أخرجه النسائي في الكنى بسند صحيح ، وإني لم أقف على سنده ولم أظفر بكتاب الكنى للنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية