الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    96 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ، وفي المائدة: قوامين لله شهداء بالقسط ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن الآية هنا تقدمها نشوز الرجال وإعراضهم عن النساء، والصلح على مال، وإصلاح حال الزوجين، والإحسان إليهن، وقوله تعالى: ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء وقوله تعالي: وأن تقوموا لليتامى بالقسط وشبه ذلك، فناسب تقديم القسط وهو العدل، أي: كونوا قوامين بالعدل بين الأزواج وغيرهن، واشهدوا لله لا لمراعاة نفس أو قرابة.

                                                                                                                                                                    وآية المائدة: جاءت بعد أحكام تتعلق بالدين والوفاء بالعهود والمواثيق لقوله تعالى في أول السورة: أوفوا بالعقود إلى آخره، وقوله تعالى قبل هذه الآية: واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به الآية.

                                                                                                                                                                    ولما تضمنته الآيات قبلها من أمر ونهي فناسب تقديم: (لله) أي: كونوا قوامين بما أمرتم أو نهيتم لله، [ ص: 143 ] وإذا شهدتم فاشهدوا بالعدل لا بالهوى.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية