الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 352 ] 32 - قالوا : حديثان في الصوم متناقضان

        الصوم في السفر

        قالوا : رويتم في غير حديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الصوم في السفر فقال : إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ، ثم رويتم عن عبيد الله بن موسى ، عن أسامة بن زيد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صيام رمضان في السفر كفطره في الحضر .

        قال أبو محمد : ونحن نقول : إن هذا من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لقوم رغبوا عن رخصة الله تعالى وما وهب لهم من الرفاهة في السفر ، وتجشموا المشقة والشدة ، فأعلمهم أن إثمهم في الصيام في السفر كإثمهم في الفطر في الحضر ، وسماهم في حديث آخر عصاة ؛ لتركهم قبول ما أنعم الله تعالى به ويسر فيه .

        [ ص: 353 ] ومن رغب عن يسر الله تعالى كان كمن قصر في عزائمه ؛ ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صائم الدهر : لا صام ولا أفطر ، وقال : من صام الدهر ضيقت عليه جهنم .

        وأما من سافر في الزمن البارد والأيام القصار ، أو كان في كن وسعة وكان مخدوما ، فالصوم عليه سهل ، فذلك الذي خيره النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الصوم والفطر ، فقال : إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية