الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب هاء الكناية

                                                          وهي عبارة عن هاء الضمير التي يكنى بها المفرد المذكر الغائب وهي تأتي على قسمين : الأول قبل متحرك ، والثاني قبل ساكن ، فالتي قبل متحرك إن تقدمها متحرك وهو فتح أو ضم فالأصل أن توصل بواو لجميع القراء نحو إنه هو ، إنه أنا ، قال له صاحبه وهو ، وإن كان المتحرك قبلها كسرا فالأصل أن توصل بياء عن الجميع نحو يضل به كثيرا ، في ربه أن آتاه ، وقومه إنني ، وإن تقدمها ساكن فإنهم اختلفوا في صلتها وعدم صلتها كما سنبينه ، وأما التي قبل ساكن ، فإن تقدمها كسرة أو ياء ساكنة ، فالأصل أن تكسر هاؤه من غير صلة عن الجميع نحو على عبده الكتاب ، و من قومه الذين ، و به الله ، و ( عليه الله ) ، و إليه المصير [ ص: 305 ] ويأتيه الموت ، وإن تقدمها فتح أو ضم أو ساكن غير الياء فالأصل ضمه من غير صلة عن كل القراء نحو فقد نصره الله إذ أخرجه الذين ، وله الملك ، تحمله الملائكة ، قوله الحق وله الملك ، يعلمه الله ، تذروه الرياح .

                                                          وقد خرج مواضع من هذه الأصول المذكورة ، نذكرها مستوفاة إن شاء الله ، وذلك بعد أن نبين اختلافهم في الهاء الواقعة بعد كل ساكن قبل متحرك ، فنقول : لا يخلو الساكن قبل الهاء من أن يكون ياء ، أو غيرها ، فإن كان ياء ، فإن ابن كثير يصل الهاء بياء في الوصل ، وإن كان غير ياء وصلها ابن كثير أيضا بواو ، وذلك نحو فيه هدى ، و عليه آية ، و منه آيات ، و اجتباه وهداه إلى . خذوه فاعتلوه إلى والباقون يكسرونها بعد الياء ، ويضمونها بعد غيرها من غير صلة ، إلا أن حفصا يضمها في موضعين : وما أنسانيه إلا الشيطان في الكهف ، و عاهد عليه الله في الفتح ، وافقه حفص على الصلة في حرف واحد ، وهو قوله تعالى : فيه مهانا في الفرقان .

                                                          وأما ما خرج من المتحرك ما قبله وهو قبل متحرك وعدته اثنا عشر حرفا في عشرين موضعا : يؤده إليك ، و لا يؤده إليك في آل عمران و نؤته منها في آل عمران والشورى و نوله ما تولى ونصله جهنم في النساء ، ومن يأته مؤمنا في طه ، ( ويتقه ) في النور ، و ( فألقه إليهم ) في النمل ، و يرضه لكم في الزمر ، و ( أن لم يره ) في البلد ، و خيرا يره في الزلزلة ، و ( أرجه ) في الأعراف والشعراء ، و بيده في موضعي البقرة ، وحرف المؤمنون ويس ، و ترزقانه في يوسف .

                                                          فسكن الهاء من ( يؤده ) ، و ( نؤته ) ، و ( نوله ) ، و ( نصله ) أبو عمرو وحمزة وأبو بكر ، واختلف عن أبي جعفر وهشام ، فأسكنها عن أبي جعفر أبو الفرج النهرواني وأبو بكر محمد بن هارون الرازي من جميع طرقهما عن أصحابهما ، عن عيسى بن وردان ، وكذلك روى الهاشمي عن ابن جماز ، وهو المنصوص عنه ، وأسكنها عن هشام الداجوني من جميع طرقه .

                                                          وكسر الهاء فيها من غير صلة يعقوب وقالون وأبو جعفر من طريق ابن العلاف وابن مهران والخبازي والوراق وهبة الله عن أصحابهم ، عن الفضل ، عن ابن وردان ، ومن طريق الدوري عن ابن [ ص: 306 ] جماز ، وهو ظاهر كلام ابن سوار ، عن الهاشمي عنه ، واختلف عن الحلواني ، عن هشام ، فروى عنه كذلك بالقصر ابن عبدان وابن مجاهد ، عن أبي عبد الله الجمال ، وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد ، عن قراءته على عبد الله بن الحسين السامري ، ولم يذكر في " التيسير " سواه ، وروى النقاش وأحمد الرازي ، وابن شنبوذ من جميع طرقهم عن الجمال بإشباع كسرة الهاء في الأربعة ، وهو الذي لم يذكر سائر المؤلفين من العراقيين والشاميين والمصريين والمغاربة عن الحلواني ، عن هشام سواه .

                                                          ( قلت ) : والوجهان صحيحان ، ذكرهما الشاطبي ومن تبعه ، واختلف عن الصوري عن ابن ذكوان ، فروى الخمسة عن المطوعي عنه بالاختلاس ، وكذا روى زيد بن علي من طريق غير أبي العز ، وأبو بكر القباب كلاهما عن الرملي ، عن الصوري ، وبذلك قطع له الحافظ أبو العلاء وصاحب " الإرشاد " ، فيما رواه عن غير زيد ، وهو الذي لم يذكر صاحب " المنهج " عن ابن ذكوان من طريق الداجوني سواه ، وهو رواية الثعلبي ، عن ابن ذكوان ، وروى عنه زيد من طريق أبي العز وغيره بالإشباع . وكذا روى الأخفش من جميع طرقه لابن ذكوان ، وبذلك قرأ الباقون ، فيكون لأبي جعفر وجهان ، وهما الإسكان والاختلاس ، ولابن ذكوان وجهان ، وهما الصلة والاختلاس ، ولهشام الثلاثة : الإسكان والاختلاس والصلة ، وانفرد بذلك أبو بكر الشذائي عن ابن بويان ، عن أبي نشيط ، عن قالون ، فخالف سائر الرواة ، عن أبي نشيط ، وكذا اختلافهم في فألقه إليهم ، إلا أن حفصا سكن الهاء مع من أسكن ، فيكون عاصم بكماله يسكنها ، وكذا سكنها الحنبلي ، عن هبة الله في رواية عيسى بن وردان مع من أسكنها عنه ، فيكون على إسكانها النهرواني ، وابن هارون ، والحنبلي ، كلهم عن ابن وردان ، ويكون على قصرها عنه ابن العلاف ، وابن مهران والحمامي ، وكذا روى الأهوازي عنه .

                                                          وسكن الهاء من ( يتقه ) أبو عمرو وأبو بكر ، .

                                                          واختلف ، عن هشام ، وخلاد ، وابن وردان ، فأما هشام فالخلاف عنه كالخلاف في الخمسة الأحرف المتقدمة بأوجهه الثلاثة ، وأما خلاد فنص على الإسكان له أبو بكر بن [ ص: 307 ] مهران وأبو العز القلانسي في كفايته ، وأبو طاهر بن سوار ، والحافظ أبو العلاء ، وصاحب " المبهج " و " الروضة " ، وسائر العراقيين ، وهو الذي قرأ به الداني على أبي الفتح ، وبه قرأ ابن الفحام على الفارسي ، والمالكي عن الحمامي ، إلا أن سبطا الخياط ذكر الإسكان ، عن حمزة بكماله ، وهو سهو ، فقد نص شيخه الشريف أبو الفضل على الإسكان لخلاد وحده ، ونص له على الصلة صاحبا " التلخيص " وصاحب " العنوان " و " التبصرة " و " الهداية " و " الكافي " و " التذكرة " ، وسائر المغاربة ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ونص له على الوجهين جميعا صاحب " التيسير " ، وتبعه على ذلك الشاطبي ، وأما ابن وردان فروى عنه الإسكان النهرواني ، وابن هارون الرازي ، وهبة الله ، وهو الذي نص عليه الحافظ أبو العلاء ، وروى عنه الإشباع ابن مهران وابن العلاف ، والوراق ، وروى الوجهين جميعا الخبازي ، وكسر الهاء من غير إشباع يعقوب وقالون وحفص ، إلا أن حفصا يسكن الهاء قبلها ، ووافقهم على كسر الهاء من غير إشباع هشام في أحد أوجهه الثلاثة المتقدمة ، واختلف عن ابن ذكوان وابن جماز ، فأما ابن ذكوان فالخلاف عنه كالخلاف في الخمسة الأحرف المتقدمة ، وأما ابن جماز فروى عنه الدوري والهاشمي من طريق الجمال قصر الهاء ، وهو الذي لم يذكر الهذلي عنه سواه . وروى عنه الهاشمي من طريق ابن رزين إشباع كسرة الهاء ، وهو الذي نص عليه له الأستاذ أبو عبد الله بن القصاع ، ولم يذكر ابن سوار عن ابن جماز سواه ، وبذلك قرأ الباقون ، وانفرد الشذائي عن أبي نشيط ، عن قالون بذلك ، كانفراده في الخمسة الأحرف المتقدمة ، فيكون لكل من خلاد وابن وردان وجهان : الإسكان والإشباع ، ويكون لكل من ابن ذكوان وابن جماز وجهان : القصر والإشباع ، ويكون لهشام كل من الثلاثة .

                                                          وسكن الهاء من يرضه السوسي ، واختلف عن الدوري ، وهشام ، وأبي بكر ، وابن جماز ، فأما الدوري فروى عنه الإسكان أبو الزعراء من طريق المعدل وابن فرح من طريق المطوعي ، عنه ، ومن طريق بكر بن شاذان القطان وأبي الحسن الحمامي ، عن [ ص: 308 ] زيد بن فرح عنه ، وهو الذي لم يذكر صاحب " العنوان " سواه ، وبه قرأ الداني من طريق ابن فرح ، وبه قرأ صاحب " التجويد " على الفارسي ، وهي رواية القاسم والعلاف ، وعمر بن محمد الكاغدي ، كلاهما عن الدوري . وروى عنه الصلة ابن مجاهد ، عن أبي الزعراء من جميع طرقه ، وزيد بن أبي بلال عن ابن فرح من غير طريق القطان والحمامي ، وبه قرأ الداني على من قرأ من طريق أبي الزعراء ، وهو الذي لم يذكر في " الهداية " ، و " التبصرة " ، و " الكافي " ، و " التلخيص " ، وسائر المصريين من المغاربة عن الدوري سواه ، وذكر الوجهين جميعا عنه أبو القاسم الشاطبي وهو ظاهر " التيسير " ، وبه قرأ صاحب " التجويد " على ابن نفيس وعبد الباقي ، وأما هشام فروى عنه الإسكان صاحب " التيسير " من قراءته على أبي الفتح ، وظاهره أن يكون من طريق ابن عبدان ، وتبعه في ذلك الشاطبي .

                                                          وقد كشفته من " جامع البيان " فوجدته قد نص على أنه من قراءته على أبي الفتح ، عن عبد الباقي بن الحسن الخراساني ، عن أبي الحسن بن خليع ، عن مسلم بن عبيد الله بن محمد ، عن أبيه ، عن الحلواني ، وليس عبيد الله بن محمد من طرق " التيسير " ولا " الشاطبية " . وقد قال الداني : إن عبيد الله بن محمد لا يدرى من هو ، وقد تتبعت رواية الإسكان عن هشام فلم أجدها في غير ما ذكرت سوى ما رواه الهذلي ، عن زيد وجعفر بن محمد البلخي ، عن الحلواني ، وما رواه الأهوازي ، عن عبيد الله بن محمد ، عن هشام ، وذكره في مفرده ابن عامر ، عن الأخفش ، وعن هبة الله ، والداجوني ، عن هشام ، وتبعه على ذلك الطبري في جامعه ، وكذا ذكره أبو الكرم في هاء الكناية من " المصباح " ، عن الأخفش ، عنه ، ولم يذكره له عند ذكره في الزمر ، وليس ذلك كله من طرقنا ، وفي ثبوته عن الداجوني عندي نظر ، ولولا شهرته ، عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره . وروى الاختلاس سائر الرواة ، واتفق عليه أئمة الأمصار في سائر مؤلفاتهم ، والله تعالى أعلم .

                                                          ( وأما أبو بكر ) فروى عنه الإسكان يحيى بن آدم ، من طريق أبي حمدون ، وهو الذي في " التجريد " ، عن يحيى بكماله .

                                                          [ ص: 309 ] وكذا روى ابن خيرون من طريق شعيب . وروى عنه الاختلاس العليمي ، وابن آدم من طريق شعيب سوى ابن خيرون ، عنه ، وذكر الوجهين صاحب " العنوان " . وأما ابن جماز فسكن الهاء عنه الهاشمي من غير طريق الأشناني ، وهو نص صاحب " الكامل " ، ووصلها بواو الدوري عنه ، والأشناني عن الهاشمي ، واختلس ضمة الهاء نافع وحمزة ، ويعقوب ، وحفص ، واختلف عن ابن ذكوان وابن وردان ، وهشام وأبي بكر ، فأما ابن ذكوان فروى عنه الاختلاس الصوري والنقاش ، عن الأخفش من جميع طرقه إلا من طريق الداني وأبي القاسم بن الفحام ، وهو الذي لم يذكره في " المبهج " عنه سواه ، وهو الذي في الإرشادين و " المستنير " ، وسائر كتب العراقيين من هذه الطرق ، ونص عليه الحافظ أبو العلاء ، من طريق ابن الأخرم ، وروى عنه الإشباع أبو الحسن بن الأخرم ، عن الأخفش من جميع طرقه سوى " المبهج " ، وكذلك روى الداني وابن الفحام الصقلي عنه من سائر طرقهما ، وهو الذي لم يذكر صاحب " التذكرة " ، وابن مهران وابن سفيان ، وصاحب " العنوان " ، وسائر المصريين والمغاربة عنه سواه ، فأما ابن وردان فروى عنه الاختلاس ابن العلاف وابن مهران والخبازي ، والوراق ، عن أصحابهم ، عنه ، وهو من رواية الأهوازي ، والرهاوي ، عن أصحابهما ، عنه ، وروى عنه الإشباع ابن هارون الرازي وهبة الله بن جعفر ، والنهرواني ، عن أصحابهم ، عنه ، ( وأما هشام ) ، وأبو بكر فتقدم ذكر الخلاف عنهما ، وأشبع ضمة الهاء فيهما الباقون ، وهم ابن كثير ، والكسائي ، وخلف ، واختلف عن الدوري ، وابن جماز ، وابن ذكوان ، وابن وردان كما تقدم ، فيكون لكل من الدوري ، وابن جماز وجهان : الإسكان والإشباع ، ويكون لكل من هشام وأبي بكر وجهان : الإسكان والاختلاس ، ويكون لكل من ابن ذكوان ، وابن وردان وجهان : الاختلاس والإشباع .

                                                          واختلف عن السوسي في إسكان هاء ( يأته ) فروى الداني من جميع طرقه عنه إسكانها ، وكذلك ابنا غلبون ، وكذلك صاحب " الكافي " و التلخيص " و " التبصرة " ، والشاطبي ، وسائر المغاربة ، وروى عنه ابن سوار ، وابن مهران ، وسبط الخياط ، والحافظ أبو العلاء [ ص: 310 ] وكذلك صاحب الإرشادين و " العنوان " ، و " التجريد " ، و " الكامل " ، سائر العراقيين ، ونص على الوجهين عنه أبو العباس المهدوي في هدايته ، واختلف عن قالون وابن وردان ، ورويس في اختلاسها ، فأما قالون فروى عنه الاختلاس وجها واحدا صاحب " التجريد " ، و " التذكرة " ، و " التبصرة " ، و " الكافي " ، و " التلخيص " ، وأبو العلاء في غايته ، وسبط الخياط في كفايته ، وهي طريق صالح بن إدريس ، عن أبي نشيط ، وطريق ابن مهران ، وابن العلاف والشذائي ، عن ابن بويان . وكذلك رواه ابن مهران عن الحلواني من طريق السامري والنقاش ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ، وروى عنه الإشباع وجها واحدا صاحب " الهداية " ، و " الكامل " من جميع طرقنا ، وبه قرأ الداني على أبي الفتح ، ولم يذكر في " جامع البيان " عن الحلواني سواه ، وهي طريق إبراهيم الطبري ، وغلام الهراس ، عن أبي بويان ، وطريق جعفر بن محمد ، عن الحلواني ، وأطلق الخلاف عنه صاحب " التيسير " ، والشاطبي ، ومن تبعهما ، وأما ابن وردان فروى الاختلاس عنه هبة الله بن جعفر ، وكذلك ابن العلاف ، والوراق ، وابن مهران ، عن أصحابهم ، عن الفضل ، وبه قرأ الخبازي على زيد في الختمة الأولى ، وروى عنه الإشباع النهرواني من جميع طرقه ، وابن هارون الرازي كذلك ، وانفرد أبو الحسين الخبازي في قراءته على زيد في الختمة الثانية بإسكان الهاء ، وأما رويس ، فروى الاختلاس عنه العراقيون قاطبة ، لا نعرف بينهم في ذلك خلافا ، وروى الصلة عنه أبو الحسن طاهر بن غلبون ، والداني من طريقيه ، وأبو القاسم بن الفحام فيما أحسب ، وسائر المغاربة ، وبذلك ، قرأ الباقون ، وهو ابن كثير ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة والكسائي وخلف وورش والدوري وابن جماز وروح ، وقد انفرد مهران ، عن روح بالاختلاس ، فخالف سائر الناس ، فيكون للسوسي وجهان ، وهما الإسكان والإشباع ، ولكل من قالون ، وابن وردان ، ورويس وجهان ، وهما الاختلاس والإشباع .

                                                          وسكن الهاء من ( يره ) في " البلد " الداجوني ، عن هشام . وكذلك روى أبو العز في كفايته ، عن [ ص: 311 ] ابن عبدان ، عن الحلواني ، عنه ، واختلف في اختلاسه عن يعقوب وابن وردان : فأما يعقوب فأطلق الخلاف فيه عن رويس عنه أبو القاسم الهذلي من جميع طرقه ، وروى هبة الله عن المعدل ، عن روح اختلاسهما ، وهو القياس عن يعقوب ، وروى الجمهور عنه الإشباع ، والوجهان صحيحان ، قرأنا بهما وبهما نأخذ ، وأما ابن وردان فروى عنه الاختلاس هبة الله بن جعفر من طرقه ، وابن العلاف عن ابن شبيب وابن هارون الرازي ، كلاهما عن الفضل ، كلهم عن أصحابهم عنه ، وبه قرأ أبو الحسين الخبازي على زيد في الختمة الثانية ، وروى عنه الصلة النهرواني ، والوراق ، وابن مهران ، عن أصحابهم ، وبه قرأ الخبازي في الأولى ، وبذلك قرأ الباقون ، وسكن الهاء في الموضعين من " إذا زلزلت " هشام من جميع طرقه إلا ما انفرد به الكارزيني من طريق الحلواني فيما ذكره في " المبهج " أنه أشبعها ، واختلف عنه ابن وردان ، فروى عنه النهرواني الإسكان فيهما ، وروى عنه الإشباع ابن مهران ، والوراق ، والخبازي فيما قرأه في الختمة الأولى . وروى عنه الاختلاس باقي أصحابه ، فيكون له فيهما ثلاثة أوجه ، واختلف أيضا عن يعقوب فروى عنه الاختلاس فيهما أبو الحسن طاهر بن غلبون وأبو عمرو الداني وغيرهما ، وذلك قياس مذهبه . وروى الصلة عنه سبط الخياط في مبهجه ، وأبو العلاء في غايته ، من جميع طرقهما ، وأبو بكر بن مهران وغيرهم . وروى الوجهين جميعا بالخلاف ، عن رويس فقط أبو القاسم الهذلي في كامله ، وخص أبو طاهر بن سوار وأبو العز القلانسي وغيرهما روحا بالاختلاس ، ورويسا بالصلة ، وكلا الوجهين صحيح عن يعقوب .

                                                          وقرأ ( أرجئه ) بهمزة ساكنة ابن كثير وأبو عمرو ، وابن عامر ، ويعقوب ، واختلف عن أبي بكر ، فروى عنه كذلك أبو حمدون عن يحيى بن آدم . وكذلك روى نفطويه ، عن الصريفيني ، عن يحيى فيما قاله سبط الخياط ، وانفرد الشذائي بذلك ، عن أبي نشيط ، وقرأ الباقون بغير همزة . وضم الهاء من غير صلة أبو عمرو ، ويعقوب والداجوني ، عن هشام وأبو حمدون ، ونفطويه ، عن الصريفيني ، كلاهما عن يحيى ، عن أبي بكر ، وانفرد بذلك [ ص: 312 ] الشذائي ، عن أبي نشيط ، وضمها مع الصلة ابن كثير والحلواني ، عن هشام ، وأسكنها حمزة من غير طريق أبي حمدون ونفطويه كما تقدم ، وكسر الهاء الباقون ، واختلسها منهم قالون ، وهبة الله بن جعفر وابن هارون الرازي ، كلاهما عن ابن وردان وابن ذكوان ، إلا أنه بالهمزة كما تقدم ، وانفرد عنه أبو الحسين الخبازي فيما ذكره الهذلي بالإشباع - يعني مع الهمز - وأحسبه وهما ؛ فإني لا أعلم أحدا قرأ به ، والباقون منهم بالإشباع ، وهم الكسائي ، وخلف ، وورش وابن جماز وابن وردان من باقي طرقه ، فيكون فيه ست قراءات سوى انفراد الخبازي عن ابن ذكوان واختلس كسر الهاء من ( بيده ) في المواضع الأربعة رويس ، وأشبعها الباقون . واختلف ، عن قالون وابن وردان في اختلاس كسرة الهاء من ( ترزقانه ) فأما قالون فروى عنه الاختلاس أبو العز القلانسي في كفايته ، وأبو العلاء في غايته ، وغيرهما ، عن أبي نشيط ، ورواه في " المستنير " ، عن أبي علي العطار من طريق الفرضي عن أبي نشيط ، والطبري عن الحلواني ، ورواه في " المبهج " من طريق الشذائي ، عن أبي نشيط ، ورواه في التجريد ، عن قالون من قراءته على الفارسي ، يعني من طريق أبي نشيط والحلواني ، وروى عنه الصلة سائر الرواة من الطريقين ، وهو الذي لم تذكر المغاربة سواه . وأما ابن وردان فروى عنه الاختلاس أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الرازي ، ونص عليه الأستاذ أبو العز القلانسي في إرشاديه ، وروى عنه سائر الرواة الإشباع ، وبذلك قرأ الباقون ، وبقي من المتحرك الذي قبله متحرك حرف واحد ، وهو " ذلك لمن خشي ربه " وانفرد أبو بكر الخياط عن الفرضي ، من طريق أبي نشيط ، عن قالون فيما حكاه الهمداني عنه باختلاس ضمة الهاء - يعني حالة الوصل بالبسملة - إذ لا يتأتى ذلك إلا في هذه الحالة ، وكذلك ذكره ابن سوار عن الفرضي ، وسائر الرواة من جميع الطرق على الصلة ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          وأما ما خرج مما قبله متحرك ، وهو قبل ساكن ، فحرفان من ثلاثة مواضع ، وهو يأتيكم به . انظر كيف في الأنعام و لأهله امكثوا في طه والقصص [ ص: 313 ] فضم الهاء من به انظروا الأصبهاني ، عن ورش وكسرها الباقون ، وضم الهاء من ( لأهله امكثوا ) حمزة ، وكسرها الباقون ، وأما ما كان مما قبله ساكن وهو قبل ساكن ، فحرف واحد وهو ( عنه تلهى ) في رواية البزي بتشديد التاء من تلهى فإنه يثبته واو الصلة بعد الهاء قبل التاء ، وكذلك يمد لالتقاء الساكنين كما سيأتي في باب المد مبينا ، والله تعالى الموفق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية