الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب وقال مجاهد إن ارتبتم إن لم تعلموا أتحيض أم لا تحيض فاللائي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر وبال أمرها جزاء أمرها

                                                                                                                                                                                                        4625 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمر الله عز وجل

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سورة التغابن والطلاق ) كذا لأبي ذر ، ولم يذكر غيره : " والطلاق " بل اقتصروا على التغابن وأفردوا الطلاق بترجمة ، وهو الأليق لمناسبة ما تقدم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال علقمة عن عبد الله : ومن يؤمن بالله يهد قلبه إلخ ) أي يهتدي إلى التسليم فيصبر ويشكر . وهذا التعليق وصله عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة مثله ، لكن لم يذكر ابن مسعود . وكذا أخرجه الفريابي عن الثوري وعبد بن حميد عن عمر بن سعد عن الثوري عن الأعمش ، والطبري من طريق عن الأعمش ، نعم أخرجه البرقاني من وجه آخر فقال : " عن علقمة قال : شهدنا عنده - يعني عند عبد الله - عرض المصاحف ، فأتى على هذه الآية ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال : هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم ويرضى " وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : المعنى يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مجاهد : التغابن : غبن أهل الجنة أهل النار ) كذا لأبي ذر عن الحموي وحده وقد وصله الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد وغبن بفتح المعجمة والموحدة وللطبري من طريق شعبة عن قتادة يوم التغابن يوم غبن أهل النار أي لكون أهل الجنة بايعوا على الإسلام بالجنة فربحوا وأهل النار امتنعوا من الإسلام فخسروا ، فشبهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه ، ويؤيد ذلك ما سيأتي في الرقاق من طريق [ ص: 521 ] الأعرج عن أبي هريرة رفعه " لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ، ولا يدخل أحد النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة " .

                                                                                                                                                                                                        65 - سورة الطلاق وقال مجاهد وبال أمرها : جزاء أمرها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سورة الطلاق ) كذا لهم ، وسقط لأبي ذر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مجاهد : وبال أمرها : جزاء أمرها ) كذا لهم ، وسقط لأبي ذر أيضا ، وصله عبد بن حميد أيضا من طريقه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن ارتبتم : إن لم تعلموا أتحيض أم لا تحيض ، فاللائي قعدن عن الحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر ) كذا لأبي ذر عن الحموي وحده عقب قول مجاهد في التغابن ، وقد وصله الفريابي بلفظه من طريق مجاهد ، ولابن المنذر من طريق أخرى عن مجاهد : " التي كبرت والتي لم تبلغ " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أنه طلق امرأته ) في رواية الكشميهني " أنه طلق امرأة له " وسيأتي شرحه مستوفى في كتاب الطلاق إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا كذا للجميع . وأولات الأحمال : واحدها ذات حمل .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية