الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله وما قدروا الله حق قدره

                                                                                                                                                                                                        4533 حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ ص: 413 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 413 ] قوله : باب قوله تعالى : وما قدروا الله حق قدره ذكر فيه حديث عبد الله وهو ابن مسعود ( قال : جاء حبر ) بفتح المهملة وبكسرها أيضا ، ولم أقف على اسمه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع الحديث ) يأتي شرحه في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى ، قال : ابن التين : تكلف الخطابي في تأويل الإصبع وبالغ حتى جعل ضحكه - صلى الله عليه وسلم - تعجبا وإنكارا لما قال الحبر ، ورد ما وقع في الرواية الأخرى " فضحك - صلى الله عليه وسلم - تعجبا وتصديقا " بأنه على قدر ما فهم الراوي . قال : النووي : وظاهر السياق أنه ضحك تصديقا له بدليل قراءته الآية التي تدل على صدق ما قال الحبر ، والأولى في هذه الأشياء الكف عن التأويل مع اعتقاد التنزيه ، فإن كل ما يستلزم النقص من ظاهرها غير مراد . وقال : ابن فورك : يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات ، وما ورد في بعض طرقه : " أصابع الرحمن " يدل على القدرة والملك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى بدت نواجذه ) أي أنيابه ، وليس ذلك منافيا للحديث الآخر أن ضحكه كان تبسما كما سيأتي في تفسير الأحقاف




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية