الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 620 ] 56- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة هل أتى

ذكر الآية الأولى:

قوله تعالى: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا زعم بعضهم أن هذه تضمنت المدح على إطعام الأسير المشرك ، قال: وهذا منسوخ بآية السيف .

" أخبرنا المبارك بن علي ، قال: أبنا أحمد بن الحسين ، قال: أبنا البرمكي ، قال: أبنا محمد بن إسماعيل ، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود ، قال: أبنا يعقوب بن سفيان ، قال: أبنا يحيى بن بكير ، قال: حدثني ابن لهيعة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير " وأسيرا ، قال: يعني من المشركين ، نسخ السيف الأسير من المشركين .

قلت: وإنما أشار بهذا إلى أن الأسير يقتل ولا يفادى ، فأما إطعامه ففيه ثواب بالإجماع لقوله عليه السلام: " في كل كبد حرى أجر " ، [ ص: 621 ] والآية محمولة على التطوع بالإطعام ، فأما الفرض فلا يجوز صرفه إلى الكفار .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: فاصبر لحكم ربك ، زعم بعضهم أنها منسوخة بآية السيف ، وقد تكلمنا على نظائرها ، وبينا عدم النسخ .

ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ، قال بعضهم ، نسخت بقوله: وما تشاءون إلا أن يشاء الله وقال وكذلك قوله في:

التالي السابق


الخدمات العلمية