الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ صفات القاسم ] .

                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " والقاسم في صفة الكاتب عالم بالحساب لا يخدع " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح : لأن القاسم أمين الحاكم ، فوجب أن يكون على صفات الكاتب ، من العدالة ، والأمانة ، واستكمل الأوصاف الأربعة ، ويزيد عليها : أن يكون عارفا بالحساب ، والمساحة ، والقسمة ، وأن يكون عارفا بالقيم .

                                                                                                                                            [ ص: 201 ] فإن خفيت عليه القيم لاختلاف الأجناس المقومة ، لم يكن ذلك تقصيرا في صفته ورجع الحاكم في التقويم إلى غيره ، لأن لكل جنس ونوع أهل خبرة ، وهم أعلم بقيمته من غيرهم ، وليس يكمل معرفة قيم الأجناس كلها أحد .

                                                                                                                                            وللقاسم اجتهاد ، كالحاكم ، وليس للكاتب اجتهاد : لأنه مثبت لحكم الحاكم ، فكان ما يعتبر من أوصاف القاسم أغلظ من اعتبارها في الكاتب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية