الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 139 ] ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين الله يسعده الله بمجالسته إياهم

                                                                                                                          857 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس ، يطوفون في الطرق ، يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله ، تنادوا : هلموا إلى حاجتكم ، فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ، فيقول : ما يقول عبادي ؟ فيقولون : يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك ، فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا ، فيقول : فكيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحا وتحميدا وتمجيدا ، فيقول : وما يسألوني ؟ قال : فيقولون : يسألونك الجنة ، فيقول : فهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب ، فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا عليها أشد حرصا وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة ، فيقول : ومم يتعوذون ؟ فيقولون : من النار ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب ، فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا منها أشد فرارا ، وأشد هربا ، وأشد خوفا ، فيقول الله لملائكته : أشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : فقال ملك من الملائكة : إن [ ص: 140 ] فيهم فلانا ليس منهم إنما جاء لحاجة ، قال : فهم الجلساء لا يشقى جليسهم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية