الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 691 ] 3518 - حلية الدجال بلسان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - 3519 - هلاك يأجوج ومأجوج

                                                                                            8555 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب - إملاء في الجامع قبل بناء الدار للشيخ الإمام في شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة - ثنا أبو محمد الربيع بن سليمان بن كامل الرمادي - سنة ست وستين - ثنا بشر بن بكر التنيسي ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، أخبرني يحيى بن جابر الحمصي ، ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، حدثني أبي ، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عرف ذلك فينا ، وقال : " ما شأنكم ؟ " فقلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة فخفضت ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة من النخل ، قال : " إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط لحيته ، قائمة كأنه شبيه العزى بن قطن ، فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف " ثم قال : " أراه يخرج ما بين الشام والعراق ، فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله اثبتوا " قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : " أربعين يوما يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم " قال : قلنا : يا رسول الله فذلك الذي كسنة يكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : " لا اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله فما إسراعه في الأرض ؟ قال : " كالغيث استدبرته الريح " قال : " فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر ، ويأمر الأرض فتنبت ، وتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم ، فتتبعه أموالهم ويصبحون ممحلين ما بأيديهم شيء ، ثم يمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فينطلق وتتبعه كنوزها كيعاسيب [ ص: 692 ] النحل ، ثم يدعو رجلا مسلما شابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين ، قطع رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه ويضحك ، قال : فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى عيسى ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق في مهرودتين ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه عند باب لد فيقتله الله ، ثم يأتي عيسى ابن مريم - عليه السلام - نبي الله قوما قد عصمهم الله منه ، فيمسح عن وجهه ويحدثهم عن درجاتهم في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه : يا عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، حرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ويمر أولهم على بحيرة الطبرية فيشربون ما فيها ، ثم يمر آخرهم ، فيقولون : لقد كان في هذا ماء مرة فيحصر نبي الله عيسى وأصحابه ، حتى يكون رأس الثور لأحدهم يومئذ خير من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه إلى الله - عز وجل - ، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم ، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، فيهبط نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه لا يجدون موضع شبر إلا وقد ملأه الله بزهمهم ونتنهم ودمائهم ، ويرغب نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه إلى الله ، فيرسل طيرا كأعناق البخت فتحملهم ، وتطرحهم حيث شاء ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم قال للأرض : أنبتي ثمرك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة تأخذ تحت آباطهم وتقبض روح كل مسلم ، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية