الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3475 - التفقه لغير الدين من علامات الفتن

                                                                                            8441 - أخبرني محمد بن علي الصنعاني ، بمكة - حرسها الله تعالى - ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن أبان بن سليم بن قيس الحنظلي ، قال : خطبنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فقال : " إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي أن يؤخذ الرجل منكم البريء فيؤشر كما تؤشر الجزور ، ويشاط لحمه كما يشاط لحمها ، ويقال عاص وليس بعاص " قال : فقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو تحت المنبر : " ومتى [ ص: 642 ] ذلك يا أمير المؤمنين ؟ وبما تشتد البلية وتظهر الحمية وتسبى الذرية وتدقهم الفتن كما تدق الرحا ثفلها ، وكما تدق النار الحطب ؟ " قال : " ومتى ذلك يا علي ؟ " قال : " إذا تفقه المتفقه لغير الدين ، وتعلم المتعلم لغير العمل ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة .

                                                                                            قال أبان : وحدثنا الحسن ، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أخاف عليكم الهرج " قالوا : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : " القتل " قالوا : وأكثر مما يقتل اليوم إنا لنقتل في اليوم من المشركين كذا وكذا ، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ليس قتل المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضا " قالوا : وفينا كتاب الله ؟ قال : " وفيكم كتاب الله - عز وجل - " قالوا : ومعنا عقولنا ؟ قال : " إنه ينتزع عقول عامة ذلك الزمان ، ويخلف هباء من الناس يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية