الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 95 ] ذكر الإخبار بأن ذكر العبد جل وعلا في نفسه يذكره الله عز وجل به بالمغفرة في ملكوته

                                                                                                                          812 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا بشر بن خالد قال : حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان ، قال : سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله جل وعلا : عبدي عند ظنه بي ، وأنا معه إذا دعاني ، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وأطيب .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله جل وعلا : إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، يريد به : إن ذكرني في نفسه بالدوام على المعرفة التي وهبتها له ، وجعلته أهلا لها . ذكرته في نفسي ، يريد به : في ملكوتي بقبول تلك المعرفة منه مع غفران ما تقدمه من الذنوب . ثم قال : وإن ذكرني في ملأ ، يريد به : وإن ذكرني بلسانه ، يريد به الإقرار الذي هو علامة تلك المعرفة في ملأ من الناس ليعلموا إسلامه . ذكرته في ملأ خير منه ، يريد به : ذكرته في ملأ خير منه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة ، بما أتى من الإحسان في الدنيا الذي هو الإيمان إلى أن استوجب به التمكن من الجنان .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية