الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب إذا نام عن صلاته بالليل صلى بالنهار

                                                                                                          445 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل من الليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال أبو عيسى وسعد بن هشام هو ابن عامر الأنصاري وهشام بن عامر هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عباس هو ابن عبد العظيم العنبري حدثنا عتاب بن المثنى عن بهز بن حكيم قال كان زرارة بن أوفى قاضي البصرة وكان يؤم في بني قشير فقرأ يوما في صلاة الصبح فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير خر ميتا فكنت فيمن احتمله إلى داره [ ص: 430 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 430 ] قوله : ( إذا لم يصل من الليل منعه نوم أو غلبته عيناه ) وفي رواية مسلم وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل ( صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) أي فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كما في حديث عمر رضي الله عنه مرفوعا : من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل رواه مسلم .

                                                                                                          والحديث دليل على استحباب المحافظة على الأوراد وأنها إذا فاتت تقضى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم في ضمن حديث طويل .

                                                                                                          قوله : ( كان زرارة بن أوفى قاضي البصرة ) هو من أوساط التابعين ثقة عابد ( فكان يؤم بني قشير ) وفي رواية محمد بن نصر في قيام الليل وهو يؤم في المسجد الأعظم ( فقرأ يوما ) في صلاة الصبح فإذا نقر في الناقور أي نفخ في الصور وبعده . فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير ( خر ميتا ) وكذلك وقع الآخرون أنهم ماتوا لسماع بعض آيات القرآن . ففي قيام الليل صلى خليد رحمه الله فقرأ كل نفس ذائقة الموت فرددها مرارا فناداه من ناحية البيت كم تردد هذه الآية ، فلقد قتلت بها أربعة نفر من الجن لم يرفعوا رءوسهم إلى السماء حتى ماتوا من تردادك هذه الآية ، فوله خليد بعد ذلك ولها شديدا حتى أنكره أهله كأنه ليس الذي كان .

                                                                                                          وسمع آخر قارئا يقرأ وردوا إلى الله مولاهم الحق الآية فصرخ واضطرب حتى مات . وسمع آخر قارئا يقرأ قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة فمات ؛ لأن مرارته تفطرت . وقيل لفضيل بن عياض : ما سبب موت ابنك ؟ قال : بات يتلو القرآن في محرابه فأصبح ميتا .

                                                                                                          ( باب في نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة )



                                                                                                          الخدمات العلمية