الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                798 ( 164 ) في فعل النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                ( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا بكر رجل رقيق أسيف ومتى يقوم مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت عمر فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحبات يوسف فأرسل إلى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج إلى الصلاة يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما أحس به أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك قالت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر .

                                                                                ( 2 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن أنس قال لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أتاه بلال فأذنه بالصلاة فقال : يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع فقال يا رسول الله فمن يصلي بالناس [ ص: 228 ] قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فلما تقدم أبو بكر رفعت الستور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة فظن أبو بكر أنه يريد الخروج فتأخر وأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صل مكانك فصلى أبو بكر وما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات من يومه .

                                                                                ( 3 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبي موسى قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق متى يقوم مقامك فلا يستطيع أن يصلي بالناس فقال : مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف قال فصلى بهم أبو بكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                ( 4 ) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي زبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهم وكان أبو بكر خلفه فيكبر النبي صلى الله عليه وسلم فيكبر أبو بكر يسمع الناس .

                                                                                ( 5 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر بالناس قالوا بلى قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر .

                                                                                ( 6 ) حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم مكانك فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر .

                                                                                ( 7 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت أغمي على النبي صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال : أصلى الناس ؟ قالت فقلنا لا قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلنا يا رسول الله صلى الله عليك وسلم إن أبا بكر رجل أسيف قال عاصم الأسيف الرقيق الرحيم وإنه متى يقوم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس قالت ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال مثل ذلك فرددت عليه ثلاث مرات فقال : إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج بين بريرة وتوبة يخط نعلاه [ ص: 229 ] إني لأرى بياض قدميه وأبو بكر يؤم الناس فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر فقام أبو بكر بجنب النبي صلى الله عليه وسلم قاعد يصلي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر .

                                                                                ( 8 ) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا .

                                                                                ( 9 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أصلى الناس ؟ فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا هم ينتظرونك قال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس ؟ فقلنا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن صل بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر ، وكان رجلا رقيقا ، يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام قالت ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه خفة فخرج بين رجلين لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس قالت فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر وقال لهما : أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت ألا أعرض عليك ما حدثتني به عائشة من مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هات فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئا .

                                                                                ( 10 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن عمرو بن وهب عن المغيرة عن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف عبد الرحمن بن عوف .

                                                                                ( 11 ) حدثنا جرير عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كان كون في الأنصار فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم فجاء أبو بكر يصلي بالناس قال فصلى خلف أبي بكر .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية