الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1829 باب اغتسال الصائم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان حكم الاغتسال للصائم وهو جوازه ، قيل : إنما أطلق الاغتسال ليشمل جميع أنواعه من الفرض والسنة وغيرهما ، وقال بعضهم : وكأنه يشير إلى ضعف ما روي عن علي رضي الله تعالى عنه من النهي عن دخول الصائم الحمام ، أخرجه عبد الرزاق ، وفي إسناده ضعف ، واعتمده الحنفية فكرهوا الاغتسال للصائم . انتهى . قلت : قوله : (كأنه يشير) كلام كاد أن يكون عبثا لأنه لا يصح أن يراد بالإشارة معناها اللغوي ولا معناها الاصطلاحي ، وقوله : واعتمده الحنفية غير صحيح على إطلاقه؛ لأن قوله كرهوا الاغتسال للصائم رواية عن أبي حنيفة غير معتمد عليها ، والمذهب المختار أنه لا يكره. ذكره الحسن عن أبي حنيفة نبه عليه صاحب الواقعات ، وذكر في الروضة وجوامع الفقه : لا يكره الاغتسال وبل الثوب وصب الماء على الرأس للحر، وروى أبو داود بسند صحيح عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " لقد رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم من الحر أو من العطش " ، وفي المصنف حدثنا أزهر ، عن ابن عون كان ابن سيرين لا يرى بأسا أن يبل الثوب ثم يلقيه على وجهه ، وحدثنا يحيى بن سعيد ، عن عثمان بن أبي العاص أنه كان يصب عليه الماء ويروح عنه وهو صائم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية