الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      قال المصنف رحمه الله تعالى ( وإن خرجت منه حصاة أو دودة ولا رطوبة معها ، ففيه قولان .

                                      ( أحدهما ) يجب الاستنجاء لأنها لا تخلو من رطوبة ( والثاني ) لا يجب ، وهو الأصح لأنه خارج من غير رطوبة ، فأشبه الريح ) .

                                      التالي السابق


                                      ( الشرح ) هذان القولان مشهوران ، وحكاهما بعض الأصحاب عن الجامع الكبير ، وخالف الغزالي وشيخه وشيخ شيخه الأصحاب ، فنقلوهما وجهين والصواب قولان ، والصحيح منهما عند المصنف والجمهور لا يجب ، واختاره المزني وقال إمام الحرمين : الأصح الوجوب ، ولو خرج المعتاد يابسا كبعرة لا رطوبة معها ، فهي كالحصاة لا يجب الاستنجاء على الصحيح ، كذا [ ص: 113 ] صرح به الشيخ أبو محمد في الفروق والقاضي حسين وابن الصباغ والشاشي والبغوي وجماعات . وقطع به أبو العباس بن سريج في كتاب الأقسام . وقول المصنف : فأشبه الريح . كذا قاسه الأصحاب ; وأجمع العلماء على أنه لا يجب الاستنجاء من الريح والنوم ولمس النساء والذكر . وحكى عن قوم من الشيعة أنه يجب ، والشيعة لا يعتد بخلافهم . قال الشيخ نصر في الانتخاب : إن استنجى لشيء من هذا فهو بدعة ، وقال الجرجاني : يكره الاستنجاء من الريح . والله أعلم .




                                      الخدمات العلمية