الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 589 ] 44- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ من سورة الذاريات

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: وفي أموالهم حق للسائل والمحروم الحق هاهنا النصيب وفيه قولان: أحدهما: أنه ما يصلون به رحما ، أو يقرون به ضيفا ، أو يحملون به كلا ، أو يغنون به محروما وليس بالزكاة ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما .

والثاني: أنه الزكاة ، قاله قتادة ، وابن سيرين ، وقد زعم قوم: أن هذه الآية اقتضت وجوب إعطاء السائل والمحروم ، فذلك منسوخ بالزكاة ، والظاهر أنها حث على التطوع ولا يتوجه نسخ .

[ ص: 590 ] ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: فتول عنهم فما أنت بملوم زعم قوم: أنها منسوخة ، ثم اختلفوا في ناسخها ، فقال بعضهم: آية السيف ، وقال بعضهم: إن ناسخها وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وهذا قد يخيل أن معنى قوله: فتول عنهم أعرض عن كلامهم ، فلا تكلمهم ، وفي هذا بعد ، فلو قال: هذا إن المعنى أعرض عن قتالهم صلح نسخها بآية السيف ، ويحتمل أن يكون معنى الآية أعرض عن مجادلتهم ، فقد أوضحت لهم الحجج ، وهذا لا ينافي قتالهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية