الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ( 151 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم ) هذه الكاف للتشبيه وتحتاج إلى شيء يرجع إليه فقال بعضهم ترجع إلى ما قبلها معناه ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا فيكم رسولا قال محمد بن جرير : دعا إبراهيم عليه السلام بدعوتين - إحداهما - قال : ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك " ( 128 - البقرة ) والثانية قوله : " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم " ( 129 - البقرة ) فبعث الله الرسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم ووعد إجابة الدعوة الثانية بأن يجعل في ذريته أمة مسلمة يعني كما أجبت دعوته بأن أهديكم لدينه وأجعلكم مسلمين وأتم نعمتي عليكم ببيان شرائع الملة الحنيفية وقال مجاهد وعطاء والكلبي : هي [ ص: 167 ] متعلقة بما بعدها وهو قوله " فاذكروني أذكركم " معناه كما أرسلنا فيكم رسولا منكم فاذكروني وهذه الآية خطاب لأهل مكة والعرب يعني كما أرسلنا فيكم يا معشر العرب

                                                                                                                                                                                                                                      ( رسولا منكم ) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ( يتلو عليكم آياتنا ) يعني القرآن ( ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ) قيل الحكمة السنة ، وقيل مواعظ القرآن ( ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) الأحكام وشرائع الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية